قبل أن تكون الوظيفة العامة أو الخاصة مصدر رزق للفرد وأسرته خلال مسيرة حياته، فهي أيضاً خدمة وطنية سامية، يجب على الفرد تأديتها بأمانة ونزاهة وإخلاص، ووفق الواجبات والضوابط المحددة لها، بعيداً عمَّا قد يشوبها ويتعارض مع رسالتها الوطنية وأهدافها النبيلة في خدمة الأمة والوطن، وتحقيقاً لمبدأ (من أخذ الأجر، حاسبه الله على العمل).
ومن هذا المنطلق الرئيس، في الحياة الوظيفية؛ نجد أن الموظف الناجح هو مَن يُحقِّق المستهدفات الإستراتيجية للوظيفة العامة أو الخاصة، وفق مكوناتها المرسومة لها (أداءً وأمانة، ونزاهة وإخلاص)، تحقيقاً لرضا الله أولاً، ثم تقديراً لمَن حمَّله أمانة ومسؤولية تلك الوظيفة مسؤولاً أو موظفاً، إضافة إلى الحوافز والترقيات التي سيحظى بها نتيجة لذلك.
أما من ظن أو يظن أن الوظيفة هي مجرد الحصول على المرتب وإشغال الفراغ، دون الالتزام بواجباتها ونظمها المحددة، فسيكون مصيره فيها متأرجحاً وغير مستقر، وابتعد كثيراً عن تحقيق الطموحات والاجتهادات الواجب سلوكها للانضمام إلى كوكبة الناجحين في مجالها، دنيا وديناً، أما إذا استمر على ذلك فسيكون عرضة للمساءلة والمحاسبة ما لم يُسارع إلى تحسين وضعه قبل فوات الأوان.
*خاتمة:
أتمنى من شاغلي الوظائف العامة والخاصة، مسؤولين كانوا أم غير ذلك، أن يكونوا عند حسن الظن وتحمل المسؤولية، وتحقيق ما يجب عليهم تجاهها بأمانة ونزاهة وإخلاص، بعيداً عما قد يشوب رسالتها الوطنية السامية من مخالفات وتجاوزات، وأن يكون لنا فيما يصدر عن هيئة الفساد (نزاهة) من قرارات وجزاءات بين الفينة والأخرى، عبر ودروس خلال مسيرتنا الوظيفية.
* قراءات:قرأت في بعض كتب التراث (أن أحد الصالحين عندما شعر بدنو أجله، وكان له مال كثير، وله مجموعة من الأبناء، فأوصى أوسطهم، فاحتج ابنه الكبير للقاضي، فسأل القاضي والده، فقال: (اخترته لأنه كان القوي الأمين فيهم) لتجربتي وشهادة أخوته وشهادة إمام المسجد، فأجاز القاضي وصيته). وهكذا يكون حسن اختيار وصايا بعض الآباء، بعيداً عن العواطف والتفرقة بين الأبناء.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
