عكسُ كثيرٍ من غيرِ الاتحاديِّين، شجَّعتُ الاتِّحادَ في مباراته ضدَّ الأهلي المصريِّ ضمن كأس العالم للأندية، وانتهت المباراةُ بهزيمةِ الاتِّحاد، وضاقَ صدري خلال المباراة؛ حتَّى أنَّني أغلقْتُ التِّلفزيون بعد هدف الأهلي الثَّاني، لكنِّي لم أكسر الشَّاشة، كما يفعل بعضُ المُشجِّعين الحمقَى!.
وبعد دقائق ارتحْتُ لهزيمةِ الاتِّحاد؛ لأنَّ كواليسَ متابعة التَّنافس بين المنتخبات والأندية السعوديَّة والمصريَّة مُتعِبٌ نفسيًّا، ومضيعةٌ لراحةِ البال، إذ لو فازت السعوديَّةُ على المصريَّةِ؛ لاتَّهمت بعضُ الجماهير المصريَّة الحُكَّام، وكثرةَ الأموال لدى المنتخبات والأندية السعوديَّة، ولو فازت المصريَّةُ (طقطقت) الجماهيرُ المصريَّةُ على نظيرتِهَا السعوديَّةِ بمَا طابَ ولم يطبْ من (الطقطقات)، ولا أُبرِّئُ الجماهيرَ السعوديَّةَ من ذلك، لكنَّ ردودَ أفعالِهَا أخفُّ وطأةً!.
بعد فوز المنتخبِ السعوديِّ على المنتخبِ المصريِّ في إحدى نُسخِ كأس العالم للقارَّات بنتيجةٍ كبيرةٍ، وطُرِدَ اثنان من لاعبي المنتخبِ المصريِّ، اتَّهمت الصحافةُ والجماهيرُ المصريَّةُ الحكمَ الصَّارمَ، وظلَّت أسابيعَ تزعمُ المظلوميَّة، وكذلك الحال في كأس العالم في روسيا، عندما فازَ المنتخبُ السعوديُّ على المنتخبِ المصريِّ حصل المثلُ، حتَّى أنَّ رئيس نادي الزَّمالك السابق، مرتضى منصور، قال في برنامجٍ تلفزيونيٍّ على الهواء مباشرةً بأنَّ الحكمَ (قابضٌ)!، وعندما فاز الأهلي المصريُّ على الهلالِ السعوديِّ في كأس العالم السابقة للأنديةِ بأربعة أهداف (طقطقوا) على ذلك بمعجم من الاستهزاءِ والسخريةِ، وقبل مباراة الاتِّحاد شاهدتُ في برنامج بثَّته قناة نادي الأهلي المصريِّ مُحلِّلًا مصريًّا يستنكرُ إسناد التَّحكيم للحكمِ الفنزويليِّ؛ بسبب تحكيمه في دوري روشن السعوديِّ قبل ذلك، والآن وبعد فوز الأهلي (طقطقوا) على الاتِّحاد بأنَّ الليل سرى يا أبو ثلاثة!.
ولا أعرفُ حساسيَّة تنافس رياضيٍّ مثل ذلك، والمشكلة هي أنَّ التنافسات قابلة للتَّكرار بحُكْمِ الجيرةِ والبطولات العالميَّة المشتركة، ولا يوجد دواءٌ لهذه الحساسيَّة حتَّى تاريخه، والطقطقة عندي أهونُ من الاتِّهام، وعمومًا مبارك للفائز، وهارد لك للمهزوم، وتراها (كورة) يا (قماعة)، أو آراء حضراتِكم إيه؟.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
