واكبَ قيام مجلس الشُّورى بالمملكة العربيَّة السعوديَّة مع تأسيس المملكة على يد -المغفور له بإذن الله- جلالة الملك عبدالعزيز -طيَّب اللهُ ثراه- ومن بعده أبناؤه الملوك البررة الذين ساروا على نهجه واقتفوا أثره، كعنصرٍ فاعلٍ ومساندٍ في نهضة المملكة، ولعلَّ الجميع تابع ويتابع الإنجازات التي حقَّقها المجلس خلال مسيرته الطويلة المشرِّفة، من أعمال كان لها الدور البارز في مسيرة النَّهضة المباركة التي عاشتها وتعيشها المملكة على كافَّة الأصعدة والمجالات.
وتتويجًا لهذه الإنجازات، ونيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ألقى سموُّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يوم الأربعاء الماضي، الخطابَ الملكيَّ السنويَّ خلال افتتاحه أعمال السَّنة الرَّابعة من الدَّورة الثَّامنة لمجلس الشُّورى، وقد استهلَّ سموُّه الخطاب بتوضيح خطوط السِّياسة الداخليَّة للمملكة، خلال المرحلة الحاليَّة قائلًا: (إنَّ بلادَكُم ماضيةٌ في نهضتِهَا التنمويَّة وفقَ رؤيةِ 2030 وبرامجِهَا الطَّموحةِ التي ستُسهم -بمشيئة الله- في محافظةِ المملكة على مكانتِهَا المتقدِّمة عالميًّا، وتحقيق المزيد من التَّطور والازدهار، وتوفير سُبل الحياةِ الكريمةِ للمواطنين)، واستعرض سموُّه بعضًا من الحصاد التنمويِّ الذي حقَّقته المملكة خلال العام الماضي، مبينًا أنَّ المملكة حقَّقت مراكز متقدِّمة في مجالات عديدة، من بينها التقدُّم في أكثر من 50% من مؤشِّرات التَّنمية المُستدامة للأمم المتَّحدة، واحتلال الاقتصاد السعوديِّ المركز الأسرع نموًّا على مستوى دُول مجموعة العشرين خلال 2022م، بمعدل نمو 87%، ووصولها إلى قائمة الدُّول العشرين الأكثر تنافسيَّة في العالم.
وأكَّد معالي رئيس مجلس الشُّورى الشَّيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ أنَّ الخطابَ يُعدُّ نبراسًا لأعمال المجلس، ويُشكِّل خارطة طريق يسير على نهجها بخطى ثابتة؛ لرسم ملامح المرحلة المقبلة التي يتعامل معها، من خلال المضامين السَّامية على الأصعدة كافَّة الداخليَّة والخارجيَّة والإقليميَّة والدوليَّة، وآمال وطموحات المواطنين، منوِّهًا بالدَّعم الكبير والتَّوجيهات السديدة التي يحظى بها المجلسُ من خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- للقيام بما أُنيط به من أعمال على المستوى الرِّقابيِّ والتَّشريعيِّ.
* خاتمة: إن الجهود المتواصلة التي يبذلها مجلس الشورى مع كافة الأجهزة الحكومية في جميع المجالات؛ دعماً لعجلة التطور والبناء والنماء، من خلال دراساته المستفيضة ومناقشاته للتقارير السنوية لأداء الجهات الحكومية، ومشروعات الأنظمة، إلى جانب ما يحال إليه من موضوعات تتسم بالشفافية والوضوح مشاهدة وملموسة، ويشهد بها البعيد قبل القريب، وكان لها أكبر الأثر البالغ في صناعة قراراته خلال السنوات الماضية؛ سعيًا لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، إضافةً إلى أنَّ المجلس -ومنذ إطلاق رؤية المملكة 2030، وانطلاقتها المباركة- أصبح يعملُ وفق تطلُّعات وأهداف الرُّؤية الطَّموحة، مواكبًا الإنجازات الملهمة في إطار المرحلة التنمويَّة التاريخيَّة التي تشهدها المملكة، وذلك عبر أعماله، ومناقشاته، وقراراته.
حفظ الله بلادنا، وأدام عليها عزَّها وأمنها واستقرارها، في ظلِّ قيادتها الرَّشيدة الدَّاعمة لتحقيق ما فيه خير الوطن والمواطنين.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
