author

Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
يوسف بخيت
وحيدًا وسط الزّحَام.!
الوحدَة ليسَتْ مرَضًا كَما يَظنُّ البَعض، بل هي دواءٌ وشفاءٌ مِن وَعثاءِ النّاسِ، وكآبةِ الأفكارِ، وسُوء المنقلَبِ في القلبِ والعقل، وجَميع أصحَابِ الرسَالاتِ والحكمَة، مِن الأنبيَاء عليهِم الصّلاة والسَّلام، والحُكماء والعُلماء على امتدادِ التأرِيخ، كانت لهُم أوقَات يخصّصونَها للوحدةِ والخلوةِ بأنفُسِهم، يَأْنسُون بِها، ويُحاسبونَها؛ فتمنحُهم وحدتُهم...
فلسفَة المسَافة.!
المسَافة في عِلم الهندسَة هي البُعدُ بين نُقطتَين، لكن لها معانٍ أُخرى عديدَة، روحيّة ونفْسية وعَقليّة واجتمَاعيّة، وكلّ معنى مِن هذهِ المعَاني له ظُروفهُ الخاصّة، تتأثرُ بهِ المسافةُ زيادةً أو نقصانًا، وتتغيّر قيمتُها ومعناها بحسبِ تغيّر تلك الظرُوف مِن وقتٍ إلى آخَر، وينعكسُ هذا التغييرُ على...
هلْ تَعْرِفُ نَفْسَك؟
أتمنَّى أنْ لا يكونَ السؤال، عنوانَ هذا المقال، صادمًا للقارئ الكريم، وإنْ كان يغلبُ على ظَنِّي أنَّه كذلك، ولا بأسَ بالصدماتِ التي تعلِّمنا، فهي أفضَل مِن الكلامِ المنمَّق، الذي يبيعُنا وهْمَ الطمأنينَة، ويَسكُب في أَعينِنا سرابَ الوعُود.!هذا السؤالُ ينتمي إلى الأسئلةِ المصيريَّةِ في حياةِ الإنسان، بمعنى...
المشاعرُ المباغتةُ!
المشَاعرُ بحرٌ لا ساحلَ له، والإبحارُ بالكتابةِ فيه مغامرةٌ غير مأمونةِ النتائج، يحتاجُ فيها الكاتب لمرْكب أفكارٍ قويٍّ، ومجاديف أقوى، تمْسِك بها ذراعان لا يسري إليهما الكلل، إنَّها مكوِّناتٌ صعبةُ التوافر لأيِّ قلمٍ، مهْما بَلغ مِن القوة والجَسارة، فإنْ كانَ مركب أفكاره قويًّا، فمَن يضمن له...
الحُدود الشخصِيَّة.!
مِن المعْلومِ أنَّ للدُّولِ حُدودًا تَرْسمُ مَواقِعَها، وتَصنعُ أسبابًا لاحترَامِهَا وهيبتِهَا، لكن مَاذا عَن الحُدودِ التِي تَخُصُّ البَشر؟!، أَين تَبدأ؟ وأَين تَنتهِي؟ ومَاذا نفعلُ عندَما يَتعدَّى أحدُهُم حُدودَهُ باتجَاهِنَا؟!، هل نُرغِمهُ على التوقُّف؟! أمْ نَكتفِي بالصَّمتِ والنَّظرِ إِليه؟!شَخصيَّةُ الإنسَانِ تُشبِه شَخصيَّة الدَّولَة، في حُدودِها وقَوانينِها المُعتبَرَة،...
وطني الحَبيب.!
عندَما أَكتبُ عن الوطَنِ وإليه، تكُون المشاعرُ في سِباقٍ معَ الكَلمات، تَزدحِمُ الأُولى، ولا تَكادُ تعبّرُ عنها الثانية، تتبعثرُ الأحاسيسُ ثمّ تجتمعُ في لحظةٍ واحدة، إنّ مَن يَفعلُ بِنا كُلَّ هذا وأَكثَر هو حُبُّ الوطَن، نشعُر أنّ قلوبَنا الصّغيرَة لا تتّسعُ لمحبّتِه الكبيرَة، فنضطرُّ لتَوزيعِ هذا...
جيْش الأفكَار..!
الكتَابة عن الأفكار مهمَّة ليسَت باليسِيرَة، فمَن ذا الَّذي يَزعمُ أنّه يَعرِفُ كيفَ تتكوّنُ الفِكرة؟! ويَعلمُ الظروفَ المناسِبةَ لذلكَ التكوّن؟! ولماذا تلِحُّ عَلينا فِكرةٌ دُونَ غيرِها؟! ومتَى تَهرُبُ منّا الفِكرةُ ولا نَنتبِهُ لَها؟!لا أظنُّ بوجودِ شَخْصٍ يَمتلكُ الإجاباتِ الصَّحيحةَ لكلِّ الأسئلةِ السّابقةِ وما يَتفرّعُ مِنها.الأفكَارُ كالجُنودِ...
المدينَة.. الأرض والصحيفة.!
تهاجرُ الأفكارُ والأقلام، مِثلما تهاجرُ الأجسادُ والعُقول، فطُولُ بقاءِ الماءِ ورُكودِه يجعلهُ آسِنًا، ويُحوّله لسُمٍ زُعاف، بعْد أن كان عذبًا زُلالا.!ربّما نختارُ الهجرة، أو تختارنا هي، ويدعونا نداءُ العقلِ والروحِ إلى حَزْمِ حقائبِ الأفكارِ والأمنيات، بَحثًا عن بُقعةٍ جديدة، نَجِدُ بها الطمأنينةَ والإلهام؛ لننطلقَ نحْو مسَاحاتٍ...
 يوسف بخيت