مدرسة تويتر المفتوحة

مدرسة تويتر المفتوحة
لا أنكر أني ومنذ بدئي باستخدام الفيسبوك ثم تويتر دخلت في كثير من النقاشات والتي وصل بعضها الى درجة الجدال الذي انتهى الى طريق مسدود، بحيث لم يتمكن طرف من تغيير قناعات الطرف الآخر أو تبديل رأيه حيال موضوع النقاش. ومن متابعتي أيضا فإن كثيرا من النقاشات الأخرى لمستخدمي تلك الشبكات الآخرين تصل أيضا إلى ذات الطريق المسدود.. ليس هذا فحسب، بل إن منها ما يتطور ليصل إلى درجة تتبادل فيها الأطراف الاتهامات أو السخرية أو حتى الشتائم للأسف الشديد.. وهنا أتساءل هل تواجدنا على تويتر هو بهدف نشر التوتر والسلبية والمشاحنات، أم بهدف نشر المودة والإيجابية والإصلاح؟! إن ما يدعو للتفاؤل هو أن تويتر اليوم يضم تحت سقفه عددًا كبيرًا جدًا من الإعلاميين والمثقفين والمشايخ والأكاديميين والمتخصصين في شتى المجالات ممن يملكون الحكمة والمعرفة والقدرة على إحداث تأثير إيجابي كبير في المجتمع فيما لو بادر كل منهم بتسخير طاقاته ومعرفته لمصلحة متابعيه على شبكات التواصل. تخيّلوا معي لو أن تلك النخب حرصت على تصفية نقاشاتها وحواراتها من شوائب الجدل البيزنطي العقيم السائد حاليًا وقامت بدلًا من ذلك بتحويل صفحاتها إلى منابر وقاعات للتدريب والتعليم والتوعية والتوجيه كلُ حسب تخصصه؟ أعلم أن البعض سيقول بأن هذه مثالية مبالغ بها ويصعب تطبيقها عمليًا، وأنه لا مناص من بعض النقاشات الحادة وغير المثمرة فهي نتاج طبيعي لاختلاف الأفكار والتوجهات والثقافات الموجودة على المجتمعات الافتراضية.. وفي واقع الأمر فإني لا أطالب بالمثالية والكمال فهذا أمر مستحيل، ولكني على ثقة بأنه لو قامت مجموعة من المؤثرين بالبدء بذلك وتحويل صفحاتهم إلى منابر لنشر الثقافة والمعرفة كلُ حسب خبرته ومهارته فإنه سرعان ما سيقتدي بهم آخرون ثم آخرون من المتخصصين؛ والذين سيكون كل منهم عبارة عن مدرسة افتراضية مفتوحة تضم تحت سقفها آلافا وربما مئات الآلاف من المتابعين. لقد كانت سعادتي غامرة عندما وجدت في 'مخزن' حاسبي كمًا كبيرًا من المحاضرات الجاهزة للعرض، وبدأت فعلًا بطرح أولها للفائدة العامة على تويتر وهي حول أخلاقيات الأعمال، وكانت ردة الفعل بكل المعايير أكثر من رائعة.. رائعة لمتابعي صفحتي على تويتر، ورائعة في نفس الوقت لي شخصيا بما حققته لي من ارتياح نفسي ورضا بخدمة مجتمعي وناسه بإيجابية وعطاء، هناك أيضًا عدد من الأمثلة الأخرى لمتخصصين على تويتر يقومون بذلك، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر د. عبيد العبدلي في التسويق، ود. عيسى الغيث في القضايا الدينية، وريم أسعد في المالية والاقتصاد. أتمنى أن تتسع الدائرة لنرى مزيدًا من المتخصصين الذين ينشرون الإيجابية على مجتمعاتنا الافتراضية بشكل يعود على المجتمع والوطن بالخير والرقي.

أخبار ذات صلة

عندما تُخطئ.. لن تنفعك نواياك الطيبة
أمين كشميري.. الرَّجلُ المهذَّبُ
الأمن.. والفقر.. والفساد..!!
السيناتور وغزَّة.. والولد الصَّغير!!
;
عضوية فلسطين في هيئة الأمم.. أحقية قانونية
الحركة المرورية.. وأهل المدينة!!
الأعرابُ.. وردُّ الجوابِ..!
هل التجنيد العسكري هو الحل؟
;
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
;
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!