شيء من الزينبية

شيء من الزينبية
من أجمل ما قرأت في الشعر العربي قصيدة بديعة لصالح بن عبدالقدوس لم يشتهر بين الناس منها غير بيتٍ واحد صار حكمة يتناقلها المعجبون جيلاً بعد جيل هو قوله:يعطيك من طرف اللسان حلاوةً ويروغُ عنك كما يروغ الثعلب وبالرغم من جمال وعظة وأهمية البيت الذي يليه فإن الناس لم يلقوا له بالاً ، وهو:وصِلْ الكرامَ وإنْ رموك بجفوةٍ فالصفح عنهم بالتجاوز أصوب وصالح بن عبدالقدوس البصري؛ أحد شعراء الدولة العباسية ولد في الربع الاخير من القرن الأول الهجري ونشأ وترعرع في مدينة البصرة وسكن بغداد أيام أبي جعفر المنصور وكان متكلماً وحكيما ، وقد امتاز شعره بقوة الألفاظ ودقة السبك وبالحكمة والموعظة والزهد في الدنيا ومحاسبة النفس والحث على مكارم الأخلاق وطاعة الله ، وكان كثير الوعظ للناس في شعره.ذكره الثعالبي في كتابه (لباب الآداب) وقال عنه : كل شعره حكم وأمثال ، اتهم عند المهدي العباسيّ بالزندقة ، فقتله في بغداد ، وهو من الشعراء القلائل الذين نأوا بأنفسهم عن التكسّب بالشعر.اخترت بعض الأبيات من قصيدته المسماة بالزينبية وهي قصيدة مشهورة بالحكمة والموعظة وهي طويلة وجميلة ومنها :ذَهب الشَبابُ فَما لَهُ مِن عَودَة وَأَتى المَشيبُ فَأَينَ مِنهُ المهَرَبُدَع عَنكَ ما قَد كانَ في زَمن الصِبا وَاِذكُر ذُنوبَكَ وَاِبكِها يا مُذنبُوَاذكُر مُناقَشَة الحسابِ فَإِنَّهُ لا بُدَّ يُحصى ما جَنَيتَ وَيُكتُبلَم يَنسَهُ الملكان حينَ نَسيتَه بَل أَثبَتاه وَأَنتَ لاهٍ تَلعَبُوَالروحُ فيكَ وَديعَة أُودِعتَهاسترُدُّها بِالرغم منك وتسلبُوَجَميعُ ما خَلَفتَه وَجَمَعتَهُحقاً يَقيناً بَعد مَوتِكَ يُنهَبُفَعَلَيكَ تَقوى اللَهِ فَالزَمها تَفُزْإِنَّ التَقِيِّ هو البهيُّ الأهيبُوَاِخفِض جناحَك لِلأَقارِب كُلِّهِمبِتَذلُّلٍ وَاِسمَح لَهُم إِن أَذنَبواوَدَعِ الكَذوبَ فَلا يَكنْ لَكَ صاحِباًإِن الكَذوبَ يَشين حراً يصحبُوَاِحفَظ لسانَك وَاِحتَرِز من لَفظِهفَالمَرءُ يَسلم بِاللِسانِ وَيعطبُوَالسر فَاِكتمه وَلا تَنطقْ بِهِإِن الزُجاجَة كَسرها لا يشعبوَكَذاكَ سر المَرءِ إِن لَم يَطوهنَشَرَتْه أَلسِنَة تَزيد وتكذبُوَاِحذَر مُصاحَبَة اللَئيمِ فَإِنَّهُيُعدي كَما يُعدي الصَحيحَ الأَجربُوَاِحذَر مِن المَظلومِ سَهماً صائِباًوَاِعلَم بِأَن دعاءَه لا يُحجَبوَاِذا رَأَيتَ الرِزقَ عزَّ بِبَلَدةِوَخَشيتَ فيها أَن يَضيقَ المذهبُفَارحَل فَأَرضُ اللَهِ واسَعَة الفضاطولاً وَعَرضاً شَرقُها وَالمَغربُفَلَقَد نَصَحتُكَ إِن قَبِلتَ نَصيحَتيفَالنُصحُ أَغلى ما يُباعُ وَيوهَبُما أجملَها من أبيات ، وما أصدقَها من كلمات ، وما أعظمها من حِكَمٍ . و» إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكَمًا ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا».

أخبار ذات صلة

عندما تُخطئ.. لن تنفعك نواياك الطيبة
أمين كشميري.. الرَّجلُ المهذَّبُ
الأمن.. والفقر.. والفساد..!!
السيناتور وغزَّة.. والولد الصَّغير!!
;
عضوية فلسطين في هيئة الأمم.. أحقية قانونية
الحركة المرورية.. وأهل المدينة!!
الأعرابُ.. وردُّ الجوابِ..!
هل التجنيد العسكري هو الحل؟
;
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
;
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!