بقاءُ الأسد ضمانةٌ لإسرائيل

بقاءُ الأسد ضمانةٌ لإسرائيل
العنوانُ ليسَ من خيالاتِي، أو من اختراعاتِي، بلْ هو مَا صرَّحَ بهِ عددٌ كبيرٌ من مَا يُعرفُ باليمينِ المتطرِّفِ داخلَ إسرائيلَ. فأعضاءُ اليمينِ المتطرِّفِ فِي حكومةِ بنيامين نتنياهو، يرونَ ضمنَ جهودِ الحكومةِ الروسيَّةِ والرئيسِ بوتين لإيجادِ تسويةٍ سياسيَّةٍ للأزمةِ السوريَّةِ والتِي تضمنُ بقاءَ الأسدِ رئيسًا لسوريا دونِ تغييرٍ، مباركتِهَا، بلْ وتشجيعهَا ودفعهَا إلى أنْ تتحوَّلَ إلى أمرٍ واقعٍ؛ لأنَّهم يرونَ فِي نظامِ بشَّارِ الأسدِ حليفًا لإسرائيلَ، ومكسبًا يحقِّقُ لهُم مرادَهُم فِي ضمِّ الجولانِ لإسرائيلَ.هذِهِ الرؤيةُ ليستْ وليدةَ اليومِ، بلْ وعلَى مدَى الصراعِ العربيِّ الإسرائيليِّ منذُ هزيمةِ العربِ الماحقةِ فِي يونيو (حزيران) 1967م، لمْ تكنْ الجبهاتُ العربيَّةُ هادئةً كمَا كانتْ -ولازالتْ- جبهة الجولانِ.. فطوالِ العقودِ الماضيةِ تلك لمْ تُطلقْ رصاصةٌ واحدةٌ مِن هضبةِ الجولانِ، ولمْ يتحرَّكْ أيُّ فصيلٍ فلسطينيٍّ، أو جنودٌ سوريُّونَ، رغمَ إستراتيجيَّةِ موقعِ الهضبةِ إلى داخلِ إسرائيلَ، حتَّى عندمَا كانتْ إسرائيلُ تهاجمُ الأراضِيَ السوريَّةَ، وتضربُ عمقَهَا إلى ضواحِي العاصمةِ السوريَّةِ دمشقَ. ومعروفٌ أنَّ عددًا مِن الفصائلِ الفلسطينيَّةِ الثوريَّةِ، كمَا تُسمِّي نفسَهَا، كانتْ -ولازالت- تقيمُ علَى الأراضِي السوريَّةِ، لكنَّهَا لمْ تجرؤْ أبدًا علَى شنِّ هجماتٍ علَى إسرائيلَ مِن الأراضِي السوريَّةِ؛ لأنَّ نظامَ الأسدِ «حافظ»، وابنه «بشَّار» لمْ يسمحَا لهمْ بذلكَ.ولعلَّ البيانَ الذِي أصدرَهُ مكتبُ رئيسِ الحكومةِ الإسرائيليَّةِ بأنَّ بنيامين نتنياهو أجرَى محادثةً هاتفيَّةً معَ الرئيسِ الروسيِّ فلاديمير بوتين، ناقشَ فيهِ، معَهُ الأزمةَ السوريَّةَ، والتنسيقَ القائمَ بينهمَا، فيمَا يخصُّ أمرُ التسويةِ، وضمان مصالحِ إسرائيلَ أحدَ المؤشِّراتِ علَى أنَّ روسيَا لمْ تستثنِ إسرائيلَ مِن أيَّةِ تسويةٍ سياسيَّةٍ تتعلَّقُ بالأزمةِ السوريَّةِ، وهُو مَا رأى فيهِ اليمينُ الإسرائيليُّ فرصةً لدفعِ نتنياهو إلى القبولِ ببقاءِ بشَّار الأسد؛ لتحقيقِ تنازلاتٍ في هضبةِ الجولانِ لصالحِ إسرائيلَ، وهُو مَا يبدُو أنَّ الحكومةَ الإسرائيليَّةَ سائرةٌ فِيه؛ في ظلِّ تراجعِ الدَّورِ الأمريكيِّ في الأزمةِ السوريَّةِ، والخلافِ الكبيرِ بينَ إدارتَي أوباما ونتنياهو، إضافةً إلى أنَّ نتنياهو ذاتَه يودُّ أنْ يحقِّقَ نصرًا سياسيًّا بعدَ ملاحقتِهِ قانونيًّا بتُهمِ فسادٍ ورشوةٍ. كمَا أنَّ بشَّار الأسد نفسهُ لنْ يجدَ حرجًا فِي إعلانِ تحالفِهِ وتعاونِهِ معَ إسرائيلَ، حفاظًا علَى بقائِهِ ونظامِهِ فِي الحكمِ كأمرٍ واقعٍ، وهُو مَن سمحَ مِن قبل بدخولِ حزب الله، وإيران، وروسيا إلَى الأراضِي السوريَّةِ في خرقٍ سافرٍ لمَا يدَّعيه ونظامهُ مِن سيادةٍ وطنيَّةٍ.

أخبار ذات صلة

عندما تُخطئ.. لن تنفعك نواياك الطيبة
أمين كشميري.. الرَّجلُ المهذَّبُ
الأمن.. والفقر.. والفساد..!!
السيناتور وغزَّة.. والولد الصَّغير!!
;
عضوية فلسطين في هيئة الأمم.. أحقية قانونية
الحركة المرورية.. وأهل المدينة!!
الأعرابُ.. وردُّ الجوابِ..!
هل التجنيد العسكري هو الحل؟
;
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
;
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!