المرأة والإدارة النسائية

لن أخوض هنا في جدارة المرأة لقيادة دفّة الإدارة مقارنة بأخيها الرجل، ففي رأيي أن الجدارة لا تعتمد على الجنس، بل ترتبط بالكفاءة المِهْنية والأهْلية الفكرية والتدريبية، وهي ما يجب الاحتكام إليه عند تقييم القدرة على التحليل والتنظيم والتدبير والتعامل المهني، كما أن المرأة تمتلك مواصفاتٍ عامة أصيلة تؤهّلها للإدارة أهـمّها الاهتمام والعناية والالتزام بالمواعيد ومهارة تعدّد المَهام، والتركيز في أكثر من مُعاملة وإجراء في الوقت نفسه.

لكن من الواضح انحسار فرصة إسناد الإشراف الإداري في المجتمع السعودي للمرأة السعودية، بحكم مرجعيات ثقافية ودينية وتنظيمية وقيمٍ اجتماعية، وندرة الفُرص الوظيفية واختصارها في الإدارات النسائية بعيدًا عن الاختلاط بالرجال، وإسناد دور الإشراف الـمُباشر والعام للإدارة الرجالية، مـما يحدُّ من فرص الفساد الإداري بأشكاله المعلومة، لدى الـموظفات.


ولعلّ من مظاهر القصور الإداري لدى الفروع النسائية، سحب الصلاحيات المهمّة، وإغراقها في الشكليات الإدارية، وانتشار البطالة المقنّعة فيها، وعدم مشاركة تلك الإدارات النسائية في تسيير العمل واتخاذ القرارات بشكل فعلي، فكانت النتيجة إطالة الإجراءات وعدم فعاليتها وضعف جدواها في النظام الإداري.

ومن واقع الحال، ومن خلال تجارب وآراء نسائية، يبدو أن مشكلة الإدارة النسائية هي المرأة نفسها!!.


فتداخل العلاقات النسائية الاجتماعية في سـير العمل، وعدم الفصل بين الحياة العامة وبين المهْنية، وإقحام المشكلات الشخصية بين فريق العمل وفي خطوات المعاملات وتوزيع المهام والإشراف، يتسبّب في نوع مـميّز من الفساد الإداري، قد يُطلق عليه مُسمّى «الغيرة العملية» أو «العدائية النسائية» وهو بشكل أو بآخر حربٌ وظيفية خفيّـة.

ويبدو أن عوامل العاطفة الجياشة والمِزاجية الشخصية والتغيـّرات الهُرمونية، وضعف الإشراف النسائي، والبعد المكاني عن إشراف الإدارات العُليا، وعدم تقبّل المرأة لرئاسة أختها، فضلا عن أسباب تربوية واجتماعية وثقافية أخرى، أسهمت كلّها في إنعاش الغيرة النسائية، وانتشار «كيد الحريم» في بيئة ليست المهْنية والحرفية المعيار الأساس لها، في صورة من صور الفساد الإداري الفاخر، بالتنافس غيـر الشريف وحدّ السيدة العاملة لوصيفتها من تقدّمها في السلّم الوظيفي، مما حدا ببعض النساء تفضيل التعامل مع الإدارات الرجالية أو العمل في بيئة مُختلطة، لتجاوز تلك الغيرة المتربّصة بهنّ في بيئة عَدائية لا تشجّع على الإنتاج والإبداع.

أخبار ذات صلة

قمة البحرين.. والشعب الأعزل
عندما تُخطئ.. لن تنفعك نواياك الطيبة
أمين كشميري.. الرَّجلُ المهذَّبُ
الأمن.. والفقر.. والفساد..!!
;
السيناتور وغزَّة.. والولد الصَّغير!!
عضوية فلسطين في هيئة الأمم.. أحقية قانونية
الحركة المرورية.. وأهل المدينة!!
الأعرابُ.. وردُّ الجوابِ..!
;
هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات