عندما يصبح الفرح مأتماً

في الماضي كان في إطلاق النار من السلاح إشارة للتواصل والإعلان عن بعض الأحداث لعدم وجود وسيلة أسرع من تلك الوسيلة والتي تستخدم من خلالها الأعيرة النارية في الهواء للإعلان عن فرح أو الاحتفاء بأمر ما أو مناسبة معينة، ومع ذلك فهناك آثار خطيرة وعواقب وخيمة جراء مثل هذه التصرفات إذ إنها تمس بشكل مباشر أمن المجتمع خصوصاً وأن بعض من يقوم بهذا العمل في تلك المناسبات هم من المراهقين وصغار السن .

بعض الأفراح والأعراس وخصوصاً في بعض المدن والقرى والمراكز وفي ظل غياب الوعي المجتمعي وعدم تدخل العقلاء والوجهاء تتحول من خلال تصرفات فردية إلى مآتم، فبعض الأفراد ومن خلال تملكهم لبعض الأسلحة يرتكبون مخالفات جسيمة إذ يبادرون بإطلاق النار خلال تلك المناسبات وفي اعتقادهم أنها من مظاهر الفرح والاحتفاء أو من مظاهر التنافس والتقليد أو الرجولة أو إنها أحد الموروثات الشعبية القديمة والتي لم تكن تستخدم الأعيرة النارية بل كانت تستخدم البارود فقط لسماع دوي البنادق ومع ذلك فهو أيضاً محفوف بالمخاطر والكوارث .


في مطلع هذا الأسبوع لفظت إحدى الفتيات في إحدى القرى جنوب المملكة أنفاسها (رحمها الله وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان) متأثرة بطلقة نارية من سلاح آلي عقب الانتهاء من حفل شقيقها لتتوفى في منزل العروس كما أصيبت فتاة أخرى بإصابات بالغة ولازالت ترقد للآن في المستشفى، كل ذلك بسبب قيام أحد الشباب الذي يحمل سلاحاً نارياً بإطلاق عدة أعيرة نارية في حفل زفاف شقيق زوجته بمنزله ولكن سقط السلاح من يديه لتصيب إحدى الطلقات شقيقة العريس وامرأة أخرى .

بالرغم من تشديد أمارة المنطقة على منع استخدام الأسلحة النارية في مناسبات الأفراح وبالرغم من وجود العقوبات التي تصل للسجن والغرامة المالية إلا أن مثل هذه الحوادث تتكرر بين فترة وأخرى مما يتطلب ضرورة بذل المزيد من الجهد لتوعية المواطنين بأن مثل هذه التصرفات هي مخالفة جسيمة يعاقب عليها القانون وأن هناك نظاماً للأسلحة والذخائر يتضمن العديد من المواد والتي يمكن أن تطبق تجاه من يخالف هذا النظام خصوصاً في المناسبات أو الأماكن العامة كقصور الأفراح والحدائق.


الحفاوة والترحيب وحسن الاستقبال لا تكون من خلال إطلاق الأعيرة النارية ومخالفة النظام وترويع الآمنين وأذيتهم بل وقتلهم ولذلك لابد من الحزم في مثل هذه الأمور والتأكيد على تطبيق العقوبات للمخالفين وتوعية أصحاب قصور الأفراح والاستراحات وغيرهم ممن له صلة بمثل هذه المناسبات بعدم السماح بمثل هذه التصرفات الفردية لما قد تؤدي اليه من مآسٍ وتحويل الفرح إلى مآتم.

أخبار ذات صلة

الإسعاف على الطريقة السعوديَّة..!!
الصين وكرة السلة
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في المملكة (2)
انحراف «المسيار» عن المسار!!
;
مشاهد غير واعية
جمعيات لإكرام الأحياء
هل أصبح ديننا مختطفًا؟!
حفر الباطن تحتفي بضيفها الكبير
;
كن غاليًا في الوطنيَّة
الدكتاتورية الناعمة !
القراءة الورقية.. وأختها الرقمية!!
هل بين الحفظ والتفكير تعارض؟
;
حكاية أشرقت.. فأنورت وأبدعت
دبلوماسيتنا العامة بين النظرية والتطبيق
البنات..!!
أملٌ.. يُضيء لنا الطريق