رحيل علم ..!

فقدت منطقة الباحة رجلاً من أبرز أعلامها في مجالات التربية والتعليم ونشرالعلم وثقافة التنافس والسباق الشريف -في ميدان التحصيل العلمي- بين أبناء المنطقة على أسس الوفاء والانضباط والطموح للتفوق والمشاركة الفعالة في النهضة التعليمية التي شهدتها منطقة الباحة، ومنها انطلقت أعداد كبيرة إلى أرجاء الوطن الغالي ليعملوا في كل قطاعات الدولة ويتبوأوا المناصب الرفيعة على كل المستويات بتفوق وإخلاص ووفاء للوطن ولمهنة التعليم على وجه الخصوص، وغيرها من الأنشطة والمواقع التي تشرفوا بخدمة المجتمع من خلالها.

والتعليم كما هو معلوم غرسة تجود بثمارها على كل من له علاقة بها صغيرًا وكبيرًا وحتى عندما يذهب إلى مثواه الأخير يجد من يترحم عليه ويعدد مناقبه ويثني عليه بالخير والذكر الحسن..


والمرحوم بإذن الله «سعد المليص» هو ذلك الإنسان الذي قضى كل حياته في رحاب التعليم والأدب وشحذ الهمم وتربية أجيال يذكرون فضله ويترحمون عليه، وهذا النموذج للمعلم الذي نحتاج إليه.

لقد كان التعليم من أبرز معالم النهضة التنموية التي عاشتها منطقة الباحة حيث تخرج الأجيال وانتشروا في جميع أنشطة الدولة من التعليم العام إلى قمة التعليم العالي إلى القوات المسلحة بكل فروعها وإلى الخدمة المدنية وشركات القطاع الخاص وكان التفوق والإخلاص والولاء للوطن والدولة والمجتمع ديدنهم وشعار حياتهم متسلحين بثمار ما زرعه فيهم أستاذهم، وكان المرحوم -بإذن الله- «سعد المليص» من الرواد الأفاضل وفي مقدمتهم كما يشهد بذلك تلامذته وأصدقاؤه الخلص الذين عاشوا المرحلة وشاركوا في النهضة التعليمية كل في مجاله.


أذكر هنا ثلاث شخصيات من تلاميذ المرحوم «سعد المليص» ورفاق دربه.. الشيخ «صقر بن سعيد بن صقر» الذي عاصر المرحلة وشارك تلميذًا ومدرسًا ونسأل الله أن يشفيه ويمن عليه بحسن الختام؛ ومعالي الدكتور «سعيد المليص» الذي خدم التعليم لمدة تزيد على ستين عامًا وآخر منصب أُسند إليه نائب وزير التعليم ومنه إلى مجلس الشورى، وسعادة الدكتور «سعيد أبو عالي» مدير عام التعليم في المنطقة الشرقية سابقًا، وكلهم رموز أعتز بصداقتهم ووفائهم لأستاذهم «سعد المليص» -غفر الله له- الذي غرس في تلاميذه ورفاق دربه في مسيرة التعليم مثل النبل والوفاء والتفاني والغيرة الوطنية والمشاركة الإيجابية في التربية والتعليم.

والتطور التعليمي الذي شهدته منطقة الباحة في إطار ما أولته الدولة من رعاية موفقة لكل مراحل التعليم في المملكة كان من أبرز عوامل التنمية الشاملة التي عمت منافعها أرجاء الوطن الغالي وما كتب وقيل من عبارات الرثاء والثناء وذكر مناقب الفقيد «سعد المليص» من تلاميذه ومحبيه يشهد بذلك.

رحم الله الفقيد «سعد بن عبدالله المليص» ووفق أبناءه ومحبيه لمواصلة المسيرة المشرفة في كل مجالات الحياة مقتدين بأستاذهم الراحل.. وأدام الله على وطننا نعمة الأمن والأمان.

أخبار ذات صلة

الدعاء.. سلاحٌ أغفلته الأمة
(نوبكو).. واستدامة الصناعة
أبو وجهين!!
أثر الأدب في تشكيل هوية الشعوب
;
مطبـــــــــات
الداخلية تواصل الإبهار.. بمبادرة «طريق مكة»
التهديد النووي يتصاعد في حرب أوكرانيا
عودة مادة (الخط)!
;
توقعات الطلاب حول الرواتب..!!
خطراتٌ حول مَهْزلةِ الوقْت
المملكة.. عطاء وهندسة أداء
أنيس منصور.. عاشوا في حياتي
;
بيئات التعليم الجاذبة ورحلة مثيرة للتفكير والتعلم
من الستين إلى التسعين
أغسطس.. وأبناؤنا الطلاب!
دجاج ٦٥!!