غادة الجنوب.... والطوق التاريخي..!!

.. في ليلة اجتماعية بهية.. كان قمرها أخي وصديقي الأستاذ سعود الشيخي مدير عام الإعلام بمنطقة مكة المكرمة سابقًا، الذي كنا في ضيافته مساء أمس الأول، وحوت الليلة وجوهًا كانت كلها أقمارًا بمسمياتها ومكاناتها وأدوارها وأفكارها.

تتأمل وجه صالح التركي أمين جدة فتجده كميناء باسم تحط في مراسيه كل الوجوه من محافظي محافظات وشيوخ قبائل ووجهاء ومثقفين وإعلاميين..


*****

.. ودعوني ألمح إلى حق لمضيفنا سعود الشيخي.. هذا الوجه النابت في رياض أصيلة معطاءة... أضاء على كرسي المسؤولية الإعلامية، وحين غادرها لم يشحب ولم يذبل كغيره وإنما ازداد نظارة وبهاء في عمق محيطه الاجتماعي والإنساني، يجبرك على احترام خصاله ويخجلك بكريم وصاله..


*****

.. دارت في المجلس أحاديث شتى عن شؤوننا وشجوننا، واستأثرت التنمية بمحاور الحديث لوجود أمين جدة، وأخذت القنفذة نصيب محور المحاور لوجود محافظها وشيوخ قبائلها وبعض أعيانها ومسؤوليها فهي البلد الأصل لمضيفنا الشيخي..

*****

.. تحدث أولا الأستاذ فضا البقمي محافظ القنفذة، كان متحمسًا في نقل صورة عن القنفذة وعن النقلة النوعية التي تمر بها، ووصف القنفذة بـ(غادة الجنوب).. وحرص كثيرًا على ترديد هذا اللقب على مسامعنا وكأنه يريد تكريسه في عقول المتلقين..

*****

.. ذكر البقمي حادثة عن أحد كبار المسؤولين عندما زار القنفذة قبل ١٥ عامًا فلم يستطع المبيت بها بسبب الذباب والناموس.. وظلت هذه الصورة الذهنية تلازمه، وحين زارها الآن أبهر بها وأصبح من أشد المنافحين عنها ولها..

*****

.. ودار الحديث عن الإعجاب بشواطئ (غادة الجنوب)، والأعجب أن كل الشواطئ هي ملك للدولة ولم تتنازعها أملاك شخصية لأحد.. وأقول أحمدوا ربكم أن القنفذة محافظة طرفية لم تكن تبلغها أبصار وحوش الأراضي وإلا كان أصبحت اليوم كلها أملاكا شخصية..!!

*****

.. أما الغصة التي ابتلعتها في حلقي عند الحديث عن القنفذة فهي هذا الحلم الذي يراود مكانه من عشرات السنين.. مطار القنفذة.. هذا المشروع أصبح شبيهًا باللغز.. فبعد كثر مطالبات وطول انتظار وتحديد المكان والتصاميم والاعتماد.. إلى أين ستذهب كرة الثلج بعد..؟!!

*****

.. بقي أن أقول..

نحن نتحدث عن مدينة كانت يومًا تمثل بعدًا تاريخيًا هامًا.. بوقوعها على طرق قوافل الحجاج، وبما كانت تمثله كمحطة تجارية قديمة بين مكة والشام، وبمينائها الذي كان ذات يوم بوابة مكة وملتقى السفن من جميع أنحاء العالم.. وبها مواقع أثرية كقرية (عشم) تدل على عمقها التاريخي الإسلامي. فلا تستكثروا على القنفذة، ولكن استشرفوا لها مستقبلا لم تبلغه بعد.

أخبار ذات صلة

الدعاء.. سلاحٌ أغفلته الأمة
(نوبكو).. واستدامة الصناعة
أبو وجهين!!
أثر الأدب في تشكيل هوية الشعوب
;
مطبـــــــــات
الداخلية تواصل الإبهار.. بمبادرة «طريق مكة»
التهديد النووي يتصاعد في حرب أوكرانيا
عودة مادة (الخط)!
;
توقعات الطلاب حول الرواتب..!!
خطراتٌ حول مَهْزلةِ الوقْت
المملكة.. عطاء وهندسة أداء
أنيس منصور.. عاشوا في حياتي
;
بيئات التعليم الجاذبة ورحلة مثيرة للتفكير والتعلم
من الستين إلى التسعين
أغسطس.. وأبناؤنا الطلاب!
دجاج ٦٥!!