قصص قصيرة.. لا تخفيها السريرة!

كَبْسَلة «تَنَاقُضَات وتَعقِيدَات الحيَاة» فِي قصَصٍ قَصيرَة لَيسَت بالسّهُولَة؛ التي قَد يَتصوَّرها البَعض، بَل هِي -أَحيَانًا- تُشبِه مُحَاوَلة تَمرير «جَمَل» أَو «فِيل»؛ مِن «خُرْم إِبرَة».. لَكن شَرَف المُحَاوَلَة يَستَحقُّ العَنَاء، طَالَمَا استمرَّت إمدَادَات الوقُود، التي يَجودُ بِهَا تَحفيز القُرَّاء والقَارِئَات الكِرَام، ومِن أَجل عيُون هَؤلَاء، جَاءَت آخِر القصَص القَصيرَة:

* سَأَلَنِي صَديقي: لِمَاذَا لَا تَهتَمّ بنَقلِ الأَخبَار العَاجِلَة، وتَتبُّع التَّصريحَات اليَوميَّة؟.. قُلت: لأنَّها أَنبَاءٌ آنِيَة، تَنتَهي قِيمتهَا بسُرعَة، كَمَا أَنَّ هُنَاك مَن تَفرَّغ لهَذه المُهمَّة..!


* ثُمَّ سَأَلَنِي مَرَّةً ثَانِيَة: لِمَاذَا تُغيِّر المَوضُوع؛ كُلَّما حَدَّثتُك عَن السِّيَاسَة؟.. فقُلت: لأنَّ وَقتِي أَثمَن مِن هَذه اللُّعبَة، وإذَا كُنتَ تُحبّني فِعلاً، حَدِّثني عَن المَعرِفَة، فهِي مَعشُوقَتي الأُولَى والأَخيرَة..!

* ثُمَّ سَألَني مَرَّةً أخرَى: مَاذَا استَفدتَ مِن سِيَر وكُتب «أُدبَاء السّجُون»؛ التي قَرأتَها؟.. قُلت: لقَد لَخَّص الإجَابَة عَن سُؤَالِك؛ «فَيلسُوف إنجلِيزِي»، فِي عِبَارةٍ تَقول: (الحيَاة قَصيرَة، ولَكن اليَوم طَويل)..!


* سَأَلَنِي: هَل أَنتَ مُواطِن صَالِح؟.. قُلت: نَعَم. قَالَ لِمَاذَا؟.. قُلت: لأنَّني لَا أَخرُج مِن مَنزلي فِي مَدينَةٍ مُزدَحِمَة مِثل جُدَّة، إلاّ لضَرورةٍ قُصوَى..!

* سَأَلَنِي: بِمَا أنَّكَ ذَكرتَ سِيرة جُدَّة، فهَل مَازِلتَ تُؤمِن أَنَّ «جُـدَّة غير»؟.. قُلت: نَعم، «جُدَّة غير»، و»جُدَّة خير»، رَغم أَنَّ أمُورك فِيهَا: أَحيَانًا تَمشِي عَلى خَير، وأَحيَانًا لَا تَمشِي إلَّا بدَهْنِ السِّير..!

* سَأَلَنِي: مَاذَا يُمثِّل المزَاح لَكَ؟.. قُلت: حَفظَ الله المزَاح مَا أَعدَله، ففِيهِ نُمرِّرُ أَكثَر الجدّ..!

* سَأَلَنِي: هَل تَخَاف مِن الجَمَال؟.. قُلت: لَا، لَا أَخَاف مِنه، لأنَّ شَيخنَا «سقراط» يَقُول: (الجَمَال استبدَادٌ مُؤقَّت)..!

* سَأَلَنِي: لِمَاذَا تَقرَأ؟.. قُلت: أَقرَأ لكَي أَكُون سَعيداً، والمَثَل الغَربي يَقول: (إذَا أَرَدتَ أنْ تُسعِد إنسَانًا، فحَبِّب إليهِ القِرَاءَة)..!

* سَأَلَنِي: لِمَاذَا لَا تَرُد عَلَى مَن يَشتمك؟.. قُلت: الرَّدُّ يَحتَاج إلَى طَاقَة.. وطَاقَتي أَدّخرهَا للأَعمَال الصَّالِحَة..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي سُؤَال أَخير لصَاحِبِي يَقول: مَا الفَرق بَينَك وبَين صَديقك «فُلَان»؟.. قُلت: صَديقي «وَكيل وزَارَة»، ولَقبه «صَاحِب السَّعَادَة».. أَمَّا أَنَا «فالسَّعَادَة صَاحبتِي»..!!

أخبار ذات صلة

«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!
;
البدر الذي أحببناه...
مواردنا المائية.. وحتمية الإدارة المستدامة
السلع المقلدة.. خطر داهم يُهدد سلامتنا
فريقك!!
;
هيكل التمويل والنجاح
كُن واضحاً في ظهورك
داكــــــا
عندما شعرتُ أنَّني Homless..!!