كأس العالم في الخليج العربي

بداية قوية لأهم بطولة رياضية في العالم، والتي تجمع اهتمام شعوب العالم وقادتها لمتابعة مبارياتها، وهي الثقافة الوحيدة التي تجمعنا، وتًحرِّك مشاعرنا، وإقامة مسابقة كأس العالم لكرة القدم في دولة عربية وخليجية يعتبر إنجازًا كبيرًا للعرب ولدول الخليج ولدولة قطر على وجه الخصوص، ولأول مرة تقام عربياً، ولثاني مرة في قارة آسيا.

وبمتابعتنا لمسابقات كأس العالم، نلحظ أن بعض مسابقاتها تقام في قارتين أحياناً، أو في خمس أو ست مدن داخل الدولة، لكن إقامته في دولة صغيرة (من حيث المساحة) بحجم قطر، وفي مدينة واحدة، هو فعلاً إنجاز غير مسبوق في تاريخ كأس العالم.

وهو نموذج رائع للتعاون بين دول الخليج، التي وضعت جميع إمكاناتها لدعم إنجاح المسابقة، ووضعت جميع التسهيلات والاستثناءات للمشجعين من دول الخليج ومن خارجها للمشاركة في المناسبة، وهي النسخة السابعة والأخيرة من نسخ كأس العالم التي يشارك فيها 32 منتخباً ابتداءً من عام 1998م، حيث سيشارك 48 منتخب في نسخة عام 2026م المقرر عقدها في 3 دول وهي: الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ولأول مرة في تاريخ المونديال تقام بطولة كأس العالم في نهاية شهر نوفمبر، بخلاف المعتاد في شهور مايو ويونيو ويوليو، حيث اختصرت مدة المسابقة، وذلك مراعاة للأجواء المعتدلة لإقامة المناسبة.

ويعتبر إجمالي جوائز البطولة الأكبر في تاريخ مسابقات كأس العالم، حيث خصصت 440 مليون دولار للفائزين، المركز الأول 42 مليون دولار، والمركز الثاني 30 مليون دولار، والمركز الثالث 27 مليون دولار، والمركز الرابع 25 مليون دولار، وسيحصل كل فريق وصل إلى دور الثمانية على 17 مليون دولار، وسيحصل كل فريق وصل إلى دور الستة عشر على 13 مليون دولار، وسيحصل كل مشارك في الدور الأول على 9 ملايين دولار، وهي فعلاً عدالة في توزيع الجوائز، حيث خصص الاتحاد الدولي لكرة القدم مكافأة لكل فريق يتأهل فقط للعب في مونديال قطر مبلغ 1,5 مليون دولار، استعداداً لدخول المسابقة.

وبكل فخر واعتزاز أُهنئ كل القائمين على الرياضة في المملكة لتأهُّل الفريق الوطني لدخول مسابقات كأس العالم بصرف النظر عن النتائج، لكن تأهلهم فقط لدخول المسابقة هو فخر للرياضة السعودية، علماً بأن هناك فرق رياضية حازت على كأس العالم في الماضي، لكنها لم تتأهل لدخول مونديال قطر.