كتاب

سرّ تشجيع البنغلاديشيين للمنتخب!!

كان الشعب البنغلاديشي من أكثر الشعوب تشجيعاً لمنتخبنا لكرة القدم في مباراته أمام المنتخب الأرجنتيني العريق وانتصاره عليه 2/ 1 في بطولة كأس العالم بقطر، ورغم الفقر المدقع لجُلّ الشعب البنجلاديشي هناك إلّا أنّهم أقاموا تجمّعات بالآلاف أمام شاشات عملاقة لمشاهدة المباراة مباشرةً على الهواء وساعدهم في ذلك فارق التوقيت المحدود بين منطقتي الخليج العربي وبلاد البنغال، وهو 3 ساعات على وجه التقريب.

وبالطبع، فإنّ التشجيع البنغلاديشي لمنتخبنا ينبع أولاً من وحدة الدين الإسلامي، وعشق البنغلاديشيين للحرمين الشريفين، ثمّ بسبب توافد الملايين من العُمّال البنغلاديشيين إلى المملكة خلال العقود الماضية للعمل، وتحويلهم المليارات من الريالات السعودية دعماً لأهليهم ولاقتصاد وطنهم، وهذا من الأسباب القوية لحصول المحبّة والألفة، غير أنّ هناك سببًا آخر لا يعلمه السعوديون عن سرّ التشجيع الجنوني من البنغلاديشيين لمنتخبنا ضدّ الأرجنتين، وهو يثبت أنّ الشعوب لا تنسى عندما تُهان ويُصغّر من شأنها حتّى لو كانت فقيرة.


وهذا السرّ كما يرويه لي أحد البنغلاديشيين هو أنّه في عام 1994م وخلال بطولة كأس العالم في أمريكا أوقف الفيفا الأسطورة الأرجنتيني مارادونا عن اللعب بعد فحص تعاطي المنشّطات الإيجابي في دمه، وكان مارادونا محبوباً للغاية في بنغلاديش، وتأثّر بعض المراهقين الصغار في بنغلاديش وانتحر خمسة منهم حزناً على مارادونا الذي لم يكترث بالأمر عندما أخبرته الصحافة العالمية بذلك فردّ عليها ردّاً خالياً من الدبلوماسية والمجاملة، إذ قال: (لا أعرف دولة اسمها بنغلاديش، ولا أعرف أين تقع) فحفظها له البنغلاديشيون، ولم يتعاطفوا معه بعد ذلك، ولا مع منتخبه أو خليفته ميسي بعد وفاته، ورأوا في منتخبنا خير وسيلة لردّ الاعتبار والكرامة لهم ولو بعد ثلاثة عقود من انتحار أبنائهم.. وهكذا هم البشر قد يأسر قلوبهم مشهور ما ولو في أقصى العالم، لكن إذا أشعرهم باحتقاره لهم وازدرائه ينقلبون ضدّه ولا يبالون به، ويا أمان الإنسانية في كلّ مكان.

أخبار ذات صلة

الطبيب (سعودي).!
اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
;
نظرية الفاشلين!!
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
;
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!