كتاب

شبابنا بين ابتسامة المشهورِ ودعاءِ الحاج!!

* من المشاهد الغريبة والمؤسفة: تلك التي نراها تتكرر في مجتمعنا، وهي التي تُصاحِـب استقبال وتوديع مشاهير ومشهورات مواقع التواصل وبعض الفنانين والفنانات، فَـ(طائفة من شبابنا وفتياتنا هداهم الله تعالى) لا هَمّ لهم إلا مطاردة أولئك؛ حيث يقضون الساعات الطِوال في انتظارهم؛ وكُلّ ذلك بحثاً عن صورة مع أحدهم أو حتى لمْسِةٍ منه، بل وربما مجرد ابتسامة أو نظرة حتى لو كان الثّمَن دَمْعَة!

*****


* طبعاً اعتبروني رَجْعِياً أو مُتَخَلِّفاً، ولا أواكبُ نبضَ العصر وإيقاعَه، فـ(عقلي) -رغم محاولاتي الكثيرة والمُلِحّة معه- لم يستطع أن يتقَبّل تلك الممارسات؛ إذ أصبح وأمسى يَجْلِدُنِي بسؤاله: كيف يُضيع (أولئك الشباب) ساعات من أعمارهم، ويهدرون جانباً من طاقاتهم في ملاحقة الوهْم، والـ(لاشيء)؟!

*****


* صدقوني مثل تلك المشاهد كثيراً ما تُصيبني بالإحباط، وبالحزن على حال (شريحة) أُقَدِّرها واحترمها مِـن (أبناء وبنات وطني)، ولكن ما يُخَفِّف عنّي بعد الألَم، ويزرع في شَراييني الأمل، (أولئك) الذين يمنحون أوقاتهم، ويتبرعون بجهودهم بلا مقابل، إنهم أولئك الذين يتطوعون من أجل خدمة وطنهم ومجتمعهم!

*****

* وفي هذا الإطار ويوم الاثنين الماضي كنتُ في حضرة (نخبة من أولئك المتطوعين مِن الجنسين في مكة المكرمة)؛ حيث شَرُفْتُ بتقديم دورة لهم في (مهارات التوجيه والإرشاد في خدمة ضيوف الرحمن)، والتي تأتي ضمن برنامج تدريبي متكامل ينفذه (مركز التنمية الاجتماعية بالعاصمة المقدسة)، لتعزيز قدرات المتطوعين، وتزويدهم بالمهارات والخبرات التي من شأنها تمكينهم، والوصول لمحطة جودة أعمالهم في مساعدة الحجاج والمعتمرين والعناية بهم.

*****

* وحقيقة لقد لَمَستُ مِن (أولئك الأبطال) الإخلاص والتفاني، والحرص الشديد على الإفادة من كلّ معلومة؛ بحثاً عن الإجادة في تحقيق رسالتهم وأهادفهم النبيلة؛ فالشكر كلّه لـ(أولئك المبدعين والرائعين)، الذين هم عنوان جميل لكل المتطوعين في مملكتنا الغالية، والشكر لجميع منسوبي مركز التنمية الاجتماعية في مكة المكرمة على عطاءاتهم ومبادراتهم النوعية، وشكري جداً وأبداً لأستاذي الدكتور عبدالرحمن العلياني، وهو أحد الرّواد في تطوير القطاع غير الربحي، والرموز في تمكين المتطوعين.

*****

* أخيراً طبعاً المقارنة هنا ظالمة، ولكن ما أكبرَ وأبعدَ الفرق بين شباب يتهافتون طلباً لابتسامة أحد المشاهير أو الفنانين، وبين أولئك الذين يَنْشدون ابتسامة رِضَا ودعاءٍ وعرفان مِن ضـيف الرحمن؛ فـ(الفئة الثانية) هي التي حُقُّنَا أن نرفع الهامات فخراً واعتزازاً بها؛ فهي التي تساهم في صناعة الصورة الإيجابية عن الوطن ومجتمعه، وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

مواردنا المائية.. وحتمية الإدارة المستدامة
السلع المقلدة.. خطر داهم يُهدد سلامتنا
فريقك!!
هيكل التمويل والنجاح
;
كُن واضحاً في ظهورك
داكــــــا
عندما شعرتُ أنَّني Homless..!!
مِن أفكارِ «فرويد»
;
الشباب.. عند مفترق الطرق
مرضى غيَّروا مجرى التاريخ!
قاتل الخلايا وكاتم الأنفاس.. ليس مجرمًا!!
النقل.. وإكمال الطرق!
;
شوارع من دون (حُفر).!
يا أمان العالم من جينات يهود!!
معالي الوزير يستمع لنا
برامج العُلا.. تتحدَّى الوقت