الثورة السورية .. آمال ومخاوف

الثورة السورية تشبه جميع الثورات العربية من حيث الدوافع ، لكن مستقبل هذه الثورة يبدو غير واضح وبوصلتها تبدو غير معروفة نتيجة لعدد من العوامل . الشعارات التي رفعتها الثورة السورية كانت ولا تزال في المجمل ، تتمحور حول المطالب المعيشية والحقوق الأساسية للمواطنة . إنها ثورة لقمة العيش والكرامة معا ، حالها كحال كل الثورات العربية التي سبقتها وواكبتها . بالمقابل فإن الثورة السورية تختلف عن باقي الثورات العربية من عدة وجوه ، أولها عدم وجود معارضة منظمة أو تيارات سياسية لديها تصور واضح لمستقبل البلاد في المرحلة التي تعقب نجاح الثورة . على العكس من الدول العربية الأخرى .. ففي مصر كان لحركة السادس من أبريل وحركة كفاية وجماعة الإخوان المسلمين دور بارز في الثورة . وفي تونس أدى وجود اتحاد الشغل ذي التوجهات اليسارية بالإضافة إلى جماعة النهضة الإسلامية ، إلى سرعة بلورة الحياة السياسية في البلاد في المرحلة التي أعقبت سقوط النظام . وفي ليبيا تم تعيين مجلس انتقالي حظي بدعم المجتمع الدولي وتمكن من تمثيل المعارضين للنظام بكافة توجهاتهم . وحدها سوريا التي تفتقر إلى معارضة قادرة على ملء الفراغ السياسي في حال سقوط النظام . والمشكلة الاكبر ان المعارضة السورية غائبة لا في الداخل فقط وإنما في الخارج أيضا . إنها ليست معارضة ضعيفة أو ممزقة كما كان الحال مع المعارضة العراقية إبان مرحلة صدام حسين ، بل إنها غير موجودة على الإطلاق . وهذا ما يثير الخوف والقلق . من ناحية أخرى تتعرض الثورة السورية لمحاولة سرقة أو اختطاف من قبل أصحاب الأجندات الطائفية والمذهبية ، وهو ما يتضح بجلاء من خلال خطاب الشحن والتعبئة الطائفية الذي تتبناه بعض القنوات الفضائية المساندة للثورة السورية . وهوما لم يحدث في الثورات العربية الأخرى . أخشى على سوريا من فراغ كبير ، واخشى أن تفشل ثورتها في توفير البديل المناسبanaszahid@hotmail.comللتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMSتبدأ بالرمز (7) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى88591 - Stc635031 - Mobily737221 - Zain