Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

جذّاب لدرجة العذاب!!

A A
لا أؤمن بما يُشاع عن خصائص الشهور الميلادية، لكن لأنّ منتخبنا لكرة القدم سيبدأ تصفيات كأس العالم ٢٠٢٢ في الثاني من شهر سبتمبر المقبل فإنّي أتمنّى أن تصدق الخصيصة التي تقول: إنّ العمل الذي ينعقد في بداية هذا الشهر يكون جذابًا لدرجة العذاب، وبالطبع أتمنى أن يكون منتخبنا جذابًا لدرجة العذاب لمنافسيه، خصوصًا المنتخب الأسترالي والياباني بالدرجة الأولى، والصيني والعُماني بالدرجة الثانية، والفيتنامي بالدرجة الثالثة والأخيرة!.

ولماذا لا يكون منتخبنا جذابًا وهناك أسباب تؤهّله ليكون كذلك؟ أهمها هو أنه واجه في التصفيات السابقة ٢٠١٨ الأسترالي والياباني وكانا الأقوى آنذاك وهما الأقوى الآن آسيويًا، وتأهّل من خلالهما، وبعض لاعبي منتخبنا الحالي كانوا ضمن منتخب ٢٠١٨، بما يعني أن لديهم المعرفة والخبرة اللازمة لمواجهة اللاعبين الأستراليين واليابانيين، ولا أنسى طيلة حياتي تلك الليلة الجِدّاوية البهيجة عام ٢٠١٨ في ملعب الجوهرة المُشِعّة الذي أترحّم على من أمر شركة أرامكو ببنائه، وهو الملك عبدالله بن عبدالعزيز -طيّب الله ثراه-، عندما استقبل الأسمراني فهد المولّد كرة طائرة باتجاه الشرق ليُطيّرها بقدمه اليُمنى باتجاه الشمال نحو المرمى الياباني، وجعل الحارس والدفاع الياباني يجلسون القُرفصاء في ضنك من حرارة ورطوبة جدّة، ومن الخسارة أمام منتخبنا الأسد!.

وبعد ٢٠١٨ اشتدّت قوة الدوري السعودي، وصار أغنى دوري آسيوي بقيمة عقود اللاعبين المحليين والأجانب، وأمسى في كلّ نادٍ سبعة لاعبين أجانب وكثيرّ منهم أفضل من الأستراليين واليابانيين، وبذلك تولّد عند لاعبينا احتكاكًا قويًا استمرّ ثلاثة مواسم، ولا شكّ أنّ هذا سيُفيدهم عند مواجهة المنتخبيْن العريقيْن.

ومن الجاذبية عدم الاستهانة بالمنتخب الصيني الذي قوّى أطقم الطعام والحمّامات وصار يصنعها من مواد ضدّ الكسر، وأنتجت بلاده فيروس كورونا الذي دوّخ العالم، ولا بالعُماني الذي يعرفنا كما يعرف أبناءه، ويعشق هو والمنتخبات الخليجية الأخرى التشطّر علينا، ولا بالفيتنامي الذي دوّخ أجدادُ لاعبيه الجيش الأمريكي القوي، وجعلوه ينسحب من بلادهم فارًا بجلده ومُنقذًا لحياة أفراده الذين أُصِيبوا بعدها بمرض نفسي مزمن سَمُّوه الفوبيا الفيتنامية، فكلّ المنتخبات صعبة ولها نفس الطموح السعودي.

فيا منتخبنا العزيز: كُن جذّابًا لنا، ومُعذِّبًا لهم، وليس العكس.. الله يخلِّيك!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store