في تقرير لهيئة الإحصاء 2023 بلغ عدد النساء المطلقات في السعودية 350 ألف سيدة.. عدد كبير جدا بصراحة وهنا لابد لنا من وقفة لنسلط الضوء على هذه المشكلة التي باتت تؤرق الأسرة وأولياء الأمور بل سوسة تنخر في جسد المجتمع.. مجتمعنا مترابط قوامه خوف الله وسنامه بناء مجتمع قوي ديني ينتمي لوطن عظيم تحت قيادة رشيدة يحفظها الله، وهذه النسبة الكبيرة والكبيرة جدا من انتشار الطلاق والذي هو أبغض الحلال عند الله سبحانه وتعالى تدعونا لنبحث عن الأسباب ونشخّص تلك الحالات من منظور اجتماعي ونحلل ونفسر تلك المعضلة.. في رأيي أن هذا العدد ٣٥٠ ألف مطلقة بالسعودية يكشف أن هناك خللا في منظومة الأسرة السعيدة رغم الدورات المكثفة للمقبلين على الزواج وكذلك بعض وسائل الإعلام من ذكر إشارات لذلك من هنا وهناك إلا أن عدد المطلقات يزيد يوما بعد يوم فما المشكلة، وأين يكمن الخلل إذا؟!
لعل من أهم الأسباب غياب الوازع الديني والذي يدعو إلى المودة والرحمة بين الزوجين لآخر العمر فإذا قلّ هذا الوازع الديني والاجتماعي انفرط العقد وتناثرت كلمات طالق كحبّات اللؤلؤ في مقبرة النسيان كذلك عدم التحلي بالصبر بين الزوجين وهذه لعمري هو السهم الذي يطلقه الغضب من قوس المشاكل الأسرية في مقتل الألفة والمحبة فيرديهما إلى جثتين ولا عزاء للعودة بل إلى نقطة النهاية، كذلك من الأسباب والتي لا تقل أهمية عن سابقتها وهي الهواتف التي بين أيدينا خصوصا مواقع التواصل الاجتماعي وما يبثّ فيها من مبالغات وانحرافات من بعض المشاهير الحمقى وما يبثونه من توافه فالزوجين يقضيان جلّ وقتهما ساجدين للأسف على شاشة بحجم الكفّ يشاهدون ويسمعون تلك السخافات فضاع الوقت وذهبت الساعات سدى وهو في الحقيقة عالم افتراضي شيطاني وحين يعود الزوجان للواقع يصدمان والعجيب أن كلا منهما في طرف غرفة متباعدين جسديا وروحينا يحاكيان هذا الافتراضي المجهول فلا سيارات فارهة ولا تمثيل بيت سعيد في شاشاتهما ولا تسلية تعود بالنفع بل بالحسرة وبعض الحسد وكل ذلك مجرد وهم من بائعي الثراء السريع الكاذب عليهم من الله ما يستحقون... وهنا تبدأ إضمارة المشاكل لماذا فلانة أعطاها زوجها هدية وطقم عطور فرنسية وملابس بماركات عالمية والزوج لا حول له ولا قوة مجرد راتبه ينفقه وديون أثقلت كاهله وهكذا مما لا حصر له هنا!
إن الدورات للمقبلين عاى الزواج باتت لا تكفي فنحتاج الزام الحضور مع الكشف الطبي حتى يتم الزواج على بينة ودراية من مختصين اجتماعيين ونفسيين كذلك تكثيف طرق تناول وسائل الإعلام المختلفة المرئي والمكتوب والمسموع لآفة الطلاق التي تفكك المجتمع من قيمه
وأخيرا ...
- أريد الطلاق حالا .. أقلك طلقني
-يا بنت الناس خافي الله!
- خايفة من غير ما اشوف وجهك
- أستغفر الله العظيم !
- تعال ! لا تروح أقلك طلقني أنت أصلا منت رجّال!
- أعوذ بالله من الشيطان طيب ايش السبب؟
- كذا أريد أن أكون حُرّة أنت سجنتني
وعادي عشان أرتاح مثل بنت عمي وفلانة بنت فلان وأسافر وانطلق للحياة أقلك أعطيني ورقتي!
أعطاها ورقتها أخذتها بيدها ودمعها على خدها وحين وصلت بيت أهلها صدمتهم بخبر طلاقها وأعطتهم ورقتها قرأ أبوها مكلوما ومكتوب فيها:
(أنا أعشقك وما أستغني عنك حبيبتي).