«من هو معي»..؟!

.. غداة تسليم جدة عام 1344هـ، كان الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين، يستعيد من ذاكرته لمرافقيه وهو في متنزهه ببستان (ريا)؛ حدسه في الملك عبدالعزيز وهو لم يزل فتى في مقتبل العمر.

فبعد انتهاء الدولة السعودية الثانية، كان الإمام عبدالرحمن الفيصل يتنقَّل مع أسرته ما بين قطر والبحرين.. وذات مرة سأل الشيخ عيسى الفتى عبدالعزيز ملاطفاً:

أيهما أحسن، قطر أم البحرين؟.

فأجابه عبدالعزيز على الفور بما كان هاجسه وهو حتى في صغره:

(الرياض أحسن منهم جميعا)..

عندها تأمله الشيخ عيسى وقال: «سيكون لهذا الفتى شأن».!!

*****

.. وفي ذات السياق وذات المرحلة، وبينما الإمام عبدالرحمن مع بعض خاصته وجلسائه، سأل مانع العجمي عن أبنائه، فقال مانع:

إن أراد الله عزًّا للمسلمين، فهو على يد عبدالعزيز..

لقد رأيت فتيان الحي يتأهبون للعبة «اللحي»، وقد انقسموا إلى فريقين، فسمعت أكثرهم ومنهم بعض أبنائك يقول: من أنا معه؟، إلا عبدالعزيز كان يقول: «من هو معي»..؟! *****

.. «من هو معي».. قيادة عظيمة حققت منجزات عظاما، وكان ترجمانها «ملحمة التوحيد الكبرى»..!!

*****

.. «من هو معي».. أسطورة القيادة التاريخية الفذة، تلقفها الحفيد الهمام، فكانت رؤية 2030، مرحلة تحول تاريخي مذهل، لسعودية عظمى أصبحت تقود العالم، في اصطفاف عالمي جديد..

وكأن كل تلك التحولات هي أصداء ذلك النداء الخالد الذي أطلقه الحفيد الصقر في مرحلته الحديثة:

«من هو معي»..؟!

*****

.. وبالتأكيد من يرصد ذلك «الكم» من القمم التي عُقدِت على أرض المملكة، يدرك مدى ما تمثله المملكة من ثقل عالمي، في التوجه والاصطفاف والقيادة.. خذوا منها:

- تكوين تحالف إسلامي عسكري عام 2015.

- القمم الخليجية والعربية والإسلامية - الأمريكية عام 2017.

- قمم مكة الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية) عام 2019.

- قمة العشرين عام 2020، والتي عقدت في ظل ظروف صعبة، وعقدت بسبب كورونا، وقادتها السعودية لأول مرة أون لاين، وأثبتت نجاحاً متميزاً لفت الأنظار إليها في قيادة العالم.

- قمم خليجية وعربية - أمريكية عام 2022.

- القمم الخليجية والعربية - الصينية عام 2022.

- القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى عام 2023.

- قمة مستشاري الأمن الوطني لبحث الحرب الأوكرانية عام 2023.

*****

.. «من هو معي»..؟!

القائد العظيم يصنع التاريخ.. إنها وراثة الصقر للصقر.