قاطع نفسك!

قاطع نفسك!
مسكونٌ بالعظمة أيُّها الكائن الميّت، من يأسَك حتى أسفل قدميك، مقتنعٌ أن هذا الكوكب لن يُكمل دورانه بدونك، وأنّ الشّمس لا تُشرِق كُلّ يومٍ إلاّ لتصنع لكَ ظِلًا لا يُشبه ظِلال بني جِنْسِك، وبأنّ القمر الذي وصلَ إليه غيرك لم يُخلَق إلاّ لتُشبّه بهِ وجه تلك (العصلاء) حبيبتك، منذُ جدّك الذي كان يغنّي: ونشربُ أن وردنا الماء صفوًا، إلى أن قال: تخرُّ له الجبابر ساجدينا! مجدُكَ لا نهائي. بينما 'نهايتُكَ مُجْدِيَة'، ظنُّكَ في 'نفسك يقين'، ويقينُكَ ليس إلاّ 'نفسيّة'، كثيرٌ كزبَدِ البحْر، لكنّك أهون من 'زُبدةٍ' على منضدة طفلٌ يُعيدها سيرتها الأولى، حاضرُكَ معقودٌ في تاريخ أسلافٍ أكل الدّهْرُ عليهم وطَرِبْ، ومُستقبلكَ ليسَ على خارطة الواقع، بل لا حاضِرَ ولا واقع لك! نعم هذه هي الحقيقة: أبيتَ أم أبيت!.. ببداهةٍ محترمة: (أنت غير مؤثّر إطلاقًا)! و(لا.. شيء) -بطريقةٍ أكثر دِقّة وأقلّ احترامًا- لا تغضب أنا كائنٌ مثلك إلى درجة التطابُق، أشعُر بعظمتي وأهميّتي وتأثيري ثلاث مرّاتٍ مُرّاتٍ كُل يوم، إلى درجة أنّي قبل أيّام حَلِمْتُ يقظةً بأنّي ومن يشبهوني إلى حد المطابقة اختفينا من على وجه هذا الكوكب العظيم عن بكرة أبينا، أتدري ماذا حصل؟! رأيت فيما يرى الهائم أن كُلّ الأمم والحضارات الأخرى تعطّلت وأصيبت بالشلل التّام فاليابان تعرّت إذْ لم تجد من يصنع لها إبرة خياطة، والألمان تورّطوا (بمسّاحات المرسيدس)، وفرنسا افتقدت أريج زهورنا ولم تعد تصنع العطور الفاخرة، وسويسرا توقّف الوقت فيها عند اللحظة التي اندثرنا بها وأصبحت ساعاتها بلا قيمة، أمّا نيويورك فقد أصيب سكّانها بالهلَع إذ لم يعُد هناك من يُكمل مشروع تصريف السيول لديهم!، حتى جزر القمر رأيتها في ذلك الحلم 'مكسوفة'؛ ممّا دعاني لأن أتنفّس (السُّعداء)، ولم يوقظني إلاّ مسجٌ يقول: قاطعوا Google ويوتيوب يجب أن نؤدّب هؤلاء الـ......! وها أنا الآن برفقة جيناتي العظيمة وشعوري المتضخّم بأهميّتي وتأثيري أفعل ذلك وأكتب في في خانة البحث بـGoogle... (محرّك بحث غير Google)! وأعلن أن ليست عندي مشكلة في أن أقاطع أيّ شيء.. أيّ شيء.

أخبار ذات صلة

«اسحب على الجامعة يا عم»!!
حكاية مسجد في حارتنا..!!
شر البلية ما يُضحك
أطفالنا والشاشات
;
الرد على مزاعم إسلام بحيري في برنامجه إسلام حر
السعودية ومرحلة الشراكة لا التبعية
جلسات علمية عن الخلايا الجذعية
الشقة من حق الزوجة
;
المزارات في المدينة المنوَّرة
خطورة المتعاطف المظلم!
خطورة المتعاطف المظلم!
لماذا يحتاج العالم.. دبلوماسية عامة جديدة؟!
أدب الرحلات.. والمؤلفات
;
كيف نقضي على أساليب خداع الجماهير؟!
المتقاعدون والبنوك!!
د. عبدالوهاب عزام.. إسهامات لا تُنسى
فلسفة الحياة.. توازن الثنائيات