نبض الجالية التشادية

نبض الجالية التشادية
أشرت في مقالي الأسبوع الماضي حول تعسف برنامج نطاقات عندما يتسبب في عدم تجديد إقامات العاملين في المؤسسات التي تقع في النطاقين الأحمر والأصفر ، وهو ما يعني وقف الحسابات البنكية لمن لم تُجدد إقامته ، وعدم قدرته على السفر ، و طرد أولاده من المدارس .. وأشرت في نهاية مقالي إشارة مختصرة لمعاناة الجالية التشادية التي توقف تجديد إقامتها منذ حوالي 9 سنوات فإذا بي أُفاجأ بسيل من تعليقات الإخوة التشاديين التي لفتت انتباهي لعدة أمور أذكر منها: • ارتفاع مستوى تعليمهم و فصاحتهم في اللغة العربية .. • إبداء حبهم وانتمائهم لبلاد الحرمين المملكة العربية السعودية ولقيادتها وشعبها .. وعلى الأخص الذين وُلدوا في المملكة وأجادوا لغتها ولهجاتها ونشأوا على عاداتها وتقاليدها .. • من الراسخ في ثقافتهم ووجدانهم أن هجرة آبائهم وأجدادهم للمملكة كانت فراراً بدينهم وحباً في مجاورة الحرمين الشريفين وليس طمعاً في خيراتها فهجراتهم الأولى سبقت ظهور البترول .. • أنهم منتشرون في مدن المملكة في مكة والمدينة وجدة و الرياض وغيرها من المدن .. • أنهم يشعرون بأنهم أخذوا كلهم بجريرة قلة منهم. • اضطرار بعضهم للهجرة -كرهاً- لدول غربية و شرقية و حصولهم على فرص تعليمية ووظيفية وحتى جنسية الدول التي هاجروا إليها ولكن قلوبهم لازالت معلقة بالمملكة .. وقد ظهر لي من التعليقات أن هناك وقفاً لتجديد إقاماتهم منذ تسع سنوات استمر لست سنوات وهو ما أدى لكل المعاناة التي يتعرض لها كل من لم تُجدد إقامته وأهمها الحرمان من التعليم والعلاج ، ثم تم السماح بالتجديد لكن فيما يبدو بشروط صعبة ، وهو ما جعلهم لقمة سائغة لاستغلال بعض المعقبين والمتحالفين معهم ، مع استمرار منع أبناء الجالية من نقل الكفالة ، وهو ما يبقي على الكثير من المعاناة كما سيظهر من تعليقات بعضهم التي سأنقل بعضها لأضعها تحت أنظار المسئولين و بالأخص لجان وزارتي العمل والداخلية التي تعكف على تنفيذ قرار الملك بمهلة التصحيح على أمل أن يتم إنهاء هذه المعاناة وأن تشملهم إجراءات التصحيح: يقول أحدهم : نحن ولدنا في هذه الأرض المباركة ودرسنا وترعرعنا وأنشدنا نشيده الوطني بل في الحقيقة حفظنا نشيده قبل نشيد وطننا الأم تشاد وأخذنا من تقاليده وتراثه وأحببناه أكثر من أي أرض .. ويقول آخر : أخي أنا تشادي وعمري 25سنة لازلت أبحث عن نفسي بين التصنيفات الأخيرة هل أنا سائب أم وافد أم مخالف ...الخ و يقول ثالث : صدقني نعاني بطريقة هستيرية .. ورابع : يا ناس بديت أكره كل شيء من حولي و السبب هو طريقة التعامل.. وخامس: انا ابن هذه التربة الطيبة هذه اللبنة الحسنة رغم قسوة القرارات والتفرقة بالمعاملة وصعوبة العيش بظل التعقيد من بعض الجهات الرسمية و ليس الكل , شتات عائلي وضياع مستقبل , عدم القدرة على نقل الكفالة و معاناة فترة توقيف التجديد فصل من الدراسة لمدة 6 سنوات و إلى الآن لا نعلم إلى اين تسوقنا الأقدار .. و أختم بمقتطفات من لسان وقلم وقلب أحدهم إذ يقول: نريد أن نعيش بكرامة وأن يذهب أولادنا للمدارس , وأن نجد عملا شريفاً , يمكننا من تلبية متطلبات الأسرة وأولادنا , ومعاملة كريمة تعكس كرم وطيبة أهل هذا البلد الكريم العظيم .. تربينا وترعرعنا هنا , ألفنا طابور الصباح , حفظنا النشيد الوطني ... , كوّنا صداقات وإخوة من الحي تقاسمنا اللقمة معهم , قضينا عمراً في اللعب معهم , أحببناهم وأحبونا , وحينما كبرنا صرفهم الوقت عنا ... لكن اليوم لدينا ما يؤرقنا , ما يحبطنا , يتسلل اليأس إلى ضلوعنا , يغتال الهم أفراحنا ... موضوع إقاماتنا وتعليق أمرها إلى ما لا نهاية هو سبب بؤسنا وتعاسة أبنائنا وعائلاتنا ... أيها الملك الكريم ننشد إنسانيتك وقد غمرت بها العالمين شرقها وغربها , أن تنظر في أمرنا وتصحيح وضع اقامات التشاديين فإننا في حزن عميق وهم كبير , وأياديكم الحانية البيضاء بكرمها هي من تمسح عن وجوه أبنائنا الحيرة والقلق والألم الذي انتاب حياتهم ومستقبلهم . حفظ الله المملكة وخادم الحرمين وولي عهده الأمين , والشعب السعودي النبيل ..

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!