اليوم الوطني.. رمز الوحدة والأمن
تاريخ النشر: 11 أكتوبر 2015 23:33 KSA
يعود يومنا الوطني هذا العام في ظروف مختلفة تمر بها المنطقة في أحداث مؤلمة في الداخل والخارج، تؤكد أهمية رمزية هذا اليوم في تأكيد وحدتنا الوطنية التي هي سياج الأمن الذي ننعم به.الحياة بلا أمن لا متعة فيها ولو ملك إنسان كنوز قارون، فلا قيمة لها بلا أمن، يجعله يأكل آمنًا، وينام آمنًا، ويذهب للمسجد آمنًا، ويترك أهله في منزلهم آمنين، ويدلف أولاده إلى المدرسة آمنين، ويعودون آمنين، ووجود الطعام والمال والعمائر والشوارع الفسيحة وغيرها لا قيمة لها بلا أمان.الحوادث حولنا وفي داخل بلادنا خير برهان على ضرورة الحفاظ على وحدتنا وأمننا، وألا يكون الأمن مسؤولية رجال الأمن وحدهم الذين قدموا أرواحهم لأمننا، بل يجب أن يكون كل رجل وامرأة وشاب وطالب وطالبة عيونًا ساهرة لأمننا، وبخاصة في مواجهة الإرهاب الذي -للأسف- وصل إلى أن يقتل القريب قريبه الذي كان يجب أن يكون حاميًا له لا قاتلًا.كلما قرأت قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)، وقوله: (أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شيء رزقًا من لدنا)، وتابعت ما تموج به بلاد حولنا، حمدت الله على ما ننعم به من أمن، وأنه لا بد من شكر هذه النعمة، والشكر ليس باللسان فحسب بل بالعمل على وأد كل ما يمكن أن يُعكِّر هذا الصفاء.لم يعد خافيًا أن منطقة الشرق العربي يراد تفتيت وحدتها الوطنية وزعزعة أمنها، وليس مهمًا من خطط ويعمل على ذلك، لكن المهم أن يتنبه المواطن إلى هذه المؤامرة المكشوفة ويقف كل المواطنين بنيانًا مرصوصًا ولا يسمحوا للحاقدين بتنفيذ دسائسهم، ويجب أن يوجد العمل المفوِّت لهذه المؤامرات، وألا ننشغل بأن نختلف على نظرية المؤامرة وعدم المؤامرة، فالأحداث شواهد.يومنا الوطني الخامس والثمانون يأتي في زمن يعطي لنا دروسًا من التاريخ ومن الواقع بأن نحافظ على أمننا، وحفظ أمننا في وحدتنا الوطنية التي ينبغي أن نتكاتف على مواجهة أي دعوى تهددها، طائفية أو إقليمية، أو دعوة عدو من خلال وسائل إعلامه، ومهما اختلفنا فيجب أن نتفق على أن الوحدة والأمن خط أحمر لا يقبل فيه كلام من في الداخل ولا تهديد من في الخارج.