الاعتراف بالخطيئة فضيلة

الاعتراف بالخطيئة فضيلة
عندما تكون الأقلام مأجورةً أو غير صادقة فتلك مصيبة، وحينما يكون القلم بيد إعلاميٍ فالمصيبة أعظم، وذلك لأن للإعلام رسالةً سامية، خاصةً في هذا المنعطف الخطير من تاريخ الأمة العربية، لذا فواجب الإعلاميين والمثقفين الحرص على وحدة الصف وتنقية الأجواء، فتلك المهمة الأساسية التي ينبغي أن تخدمها هذه الأقلام من منطلق شرف المهنة، بدلًا من ترويج الشائعات التي هي ضربٌ من ضروب الحرب النفسية، نعم إنها حربٌ تقذف سهامها المسمومة، فتضر ولا تنفع، لأن الشائعات تُطلَق إما بدافع الحقد، أو سعيًا لتحقيق مصلحةٍ شخصيةٍ، أو خدمةٍ لجهةٍ مشبوهة، ولا يهم -عندئذٍ- أن يتضرر من ترويجها بريء، فهي قديمةٌ قدم التاريخ لم تسلم من تدنيسها أطهر الأماكن وأكرم الناس، فقد انتشرت هذه الأيام بصورةٍ خطيرة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فكم من حيٍّ أُشيعت وفاته، ومتزوجٍ أُعلن طلاقه، فأصبحت تلك الشائعات عند البعض أشبه بالهواية بل غدت جزءًا من طبيعة نفوسهم المريضة، حيث تزين لهم نشر عيوبٍ ليست موجودة، بقصد تدنيس كل ما هو طاهر، ومن الشائعات ما كان أكبر خطرًا وأكثر ضررًا، وأعني بها كل افتراءٍ يمس مكتسبات المجتمع، فهذا من شأنه أن يُعرِّض العلاقات للتفكك والخصومة، بعد أن يتأذى بها المُستهدَف الذي صُممت خصيصًا للإساءة له، فإما أن يتفاعل معها، فتُحقِّق مبتغاها، وإما أن يستنكرها بوعيه وتفهمه لما من يُحاك، ولله در من أنعم الله عليه بالحكمة ورجاحة العقل، فحكّم عقله وتحرَّى عن الحقيقة التي تقوده إلى اتخاذ القرار السليم بحنكة وروية.لقد صغتُ هذه المقدمة حينما خطرت ببالي شائعةٌ تم ترويجها عام 2009م من خلال مقالٍ مشحونٍ بعباراتٍ مسيئةٍ للمملكة، بصورةٍ لا تتناسب مع العلاقة الأزلية ببلد ذلك الكاتب، فلولا حكمة قادة البلدين الشقيقين، لأحدثت تلك الأكاذيب جرحًا لن يلتئم، فمن يُصدِّق أن يتطاول مسلم على معتقدات أرض الحرمين ومحطّ أنظار المسلمين، واتهامات أخرى لا تُشبه مملكة الإنسانية، ونظرًا لقوة العلاقات بين البلدين الشقيقين -المراد إشعال الفتنة بينهما- وحكمة قادتهما ووعي شعبيهما، فقد خاب فأل الكاتب، مما أعاد له رشده وأيقظ ضميره ليُراجع تصرفاته بعد سنواتٍ من صدور سلسلة مقالاته المسمومة، التي أسقطها من مدونته مُترفِّعًا بقلمه عمَّا يُريد، ومبتعدًا بشخصه عن تلك الدائرة البغيضة، فبهذه الصحوة طرد من أعماقه تلك المناوشات، وتأكيدًا لحسن نواياه أصبح يكتب بفخرٍ واعتزازٍ عن المملكة، معترفًا بأنه كان مخطئًا، ونحن بدورنا ندرك بأن الاعتراف بالحق فضيلة، فليتنا نجعل الحديث الشريف: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) شعارًا لتصرفاتنا، ونهجًا لحياتنا.

أخبار ذات صلة

الأمن و(رجاله)..!
قصَّة غشٍّ في جامعة البترول..!!
استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب
المعهد الوطني لأبحاث الصحة في جامعة المؤسس
;
الهيئة الملكية بينبع ومنجزات خمسين عامًا
أول رئيس جامعة أهلية.. غير سعودي
الحزام.. والنفق المظلم
قلق الوجودية
;
قمة البحرين.. والشعب الأعزل
عندما تُخطئ.. لن تنفعك نواياك الطيبة
أمين كشميري.. الرَّجلُ المهذَّبُ
الأمن.. والفقر.. والفساد..!!
;
السيناتور وغزَّة.. والولد الصَّغير!!
عضوية فلسطين في هيئة الأمم.. أحقية قانونية
الحركة المرورية.. وأهل المدينة!!
الأعرابُ.. وردُّ الجوابِ..!