التسرع والإساءة لبعض الرياضيين
تاريخ النشر: 03 مارس 2016 23:49 KSA
إن التسرّع في الأحكام، واتّهام الآخرين، أو تصديق ما يُثار ضدّهم من اتِّهامات، والتعامل معها على أنها حقيقة، أمر مُخالف لتعاليم ديننا الإسلامي القويم، فلا بدّ من التَّبيُّن، والتَّثَبُّت، وعدم الخوض فيها إلاَّ بعد معرفة تامّة، خصوصًا ما يتعلّق باتِّهامات الأشخاص، سواء كانوا رياضيين، أو غيرهم، لأنّ مَن يتَّهم شخصًا، أو يتعرَّض له بأيّ كلام وهو غير مُتبيِّن للحقيقة الكاملة، أو تمّت إدانته، فإنّه وقع في إثم عظيم، وغيبة كبيرة لمَن تعرَّض له، ولا ينقذه من عقوبتها يوم القيامة إلاَّ أن يستسمح ممّن تعرّض له، واغتابه، فاللسان يوقع الإنسان في المهالك والمخاطر التي تهلك صاحبها، فليُحافظ الإنسان على حسناته، وأخصُّ في مقالي هذا بعضَ الرياضيين؛ الذين يظهر منهم الاتِّهامات، وقذف الآخرين بالكلام قبل التأكّد منه، كذلك الإساءة لبعض اللاعبين والتعرُّض لهم دون خوف، ولا وجل من الله، فليتقوا الله من عواقب ذلك، خاصةً وأنَّ الله حذّر من عدم التثبّت في كل خبر يتلقفه الإنسان، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).. (سورة الحجرات)، لأن الإنسان إذا تسرّع ولم يتثبّت فقد يعتدي على غيره بناءً على الخبر الذي سمعه، وقد يتحدّث فيه في المجالس، فيصبح بعد أن يتبيَّن من الخبر نادمًا، ويحتاج أن يعتذر لمن تناوله بالكلام والإساءة، وهنا قد يُفوِّض من وُجّهت الإساءة إليه أمره الى الله، ولا يقبل اعتذارًا ممّن أساء إليه، فيكون المُسيء في موقفٍ لا يُحسد عليه، ويندم على فعله، ويحتاج العفو ممَّن أساء إليه، وتأمّلوا هذا الحديث العظيم الذي يُحذِّر من خطر اللسان.. يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا معشرَ مَن آمنَ بلسانهِ، ولمْ يدخل الإيمانُ قلبَه لا تغتابُوا المسلمينَ، ولا تعيِّروهُم، ولا تتّبعُوا عوراتِهم، فإنَّه مَن اتبعَ عوراتِهم يتبع اللهُ عورتَهُ، ومَن يتبع اللهُ عورتَهُ يفضحُه ولوْ في جوفِ بيتهِ».. حديث صحيح، رواه أبوداود والترمذي وأحمد.فينبغي على كل مسلم الحذر من هذا الأمر، وليربط علاقته بالله، والابتعاد عن كلِّ ما يُخالف أوامره، وليعلم أن مَن اغتابه، أو أساء إليه سيكون خصيمًا له يوم القيامة، ويأخذ من حسنات كلّ مَن مارس الغيبة ضده.نسأل الله أن يقينا وإيِّاكم شرّ ذلك، وأن يجعلنا هداة مهتدين، لا ضالّين ولا مضلّين، ويُوفِّق الجميع لكلِّ خيرٍ.