نحبك يا مصر

نحبك يا مصر
خطاب خادم الحرمين الشريفين إلى مجلس النواب في مصر يوازي في أهمية مضمونه، الرمزية التي يحملها.. فلأول مرة يسعى قائد سعودي إلى التوجه إلى الشعب المصري، عبر ممثليه في البرلمان، للحديث إليهم من القلب للقلب ومن العقل للعقل.. إذ تعبِّر هذه الخطوة عن مدى أهمية مصر بالنسبة للسعودية وبالتالي الرغبة لا في الحديث إلى الدولة المصرية فحسب، بل التواصل أيضًا مع المواطن المصري والتعبير له عن مكانته كمصري بالنسبة لإخوته في السعودية، ومدى تقديرهم له وحبهم لوطنه ومواطنيه. وخلال الشهور الماضية سعى بعض المؤدلجين الكارهين لأوطانهم إلى التشكيك في مدى متانة العلاقات بين المملكة ومصر، وزعمت بعض وسائل إعلامهم أن هناك تقاربًا (أيدولوجيًا) مع بعض من الدول وتباعدًا سياسيًا فيما بين الشقيقتين العربيتين، فكانت زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز هذه لمصر أقوى رد على ما سعى المؤدلجون يمينًا ويسارًا للإيحاء به والإيهام بأنه واقع حقيقي. زيارة العاهل السعودي لمصر استمرت حوالى خمسة أيام، مما يعكس واقعًا أنها لم تكن زيارة رسمية فقط، وإنما زيارة ودّية من محب لمصر إلى محبوبته أرض الكنانة. وكثيرون منا سعداء بذلك فنحن نحب مصر وشعبها، بل يعتبر بعضنا نفسه مصريًا بالإضافة لكونه سعوديًا. وليست هذه مشاعر سياسية فهي سبقت العهد المصري الحالي وستتواصل لما بعده. وكانت مشاعر الحب هذه قوية حتى عهود سادتْها علاقات سياسية متوترة بين البلدين في عهد عبدالناصر والسادات، واكتسبت مصر حب المواطن السعودي أميرًا ومواطنًا عاديًا. وكانت قبلة الأدب والتعليم والثقافة والفن بمختلف أشكاله، بالنسبة لكافة العرب، وتخرّج منها كثيرون في مختلف العلوم والفنون، دينية ودنيوية.وقفت السعودية مع مصر في أحلك أيامها، خلال حروبها مع إسرائيل أو خلال المؤامرات التي تعرَّض لها كيانها في تداعيات ما أطلق عليه مسمى (الربيع العربي).. وهاهو سلمان بن عبدالعزيز، الملك السعودي، يمد يده وبلاده لمعاونة مصر على الخروج من وضعها الاقتصادي المتأزم. وجسر سلمان بن عبدالعزيز الذي سوف يربط بين البلدين، والمشروعات المتعدده سواء في سيناء أو في مناطق أخرى من مصر لا يمكن لها أن تنطلق إن لم تكن هناك إرادة قوية في القاهرة لتحقيق الاستفادة من المشروعات المتوفرة وذلك عبر دفع البيروقراطية إلى التعامل بشكل أفضل مع كل الفرص المتوفرة عما كانت تتعامل به حتى اليوم.وربما كانت هناك بيروقراطية على الجانب الآخر أيضًا قد تبطىء بعض الخطوات ولكن النية والإرادة متوفرتان في هذا الجانب من البحر الأحمر للدفع بالمشروعات المتفق عليها، من قبل الدولة أو القطاع الخاص. والهدف لن يكون استفادة من جانب واحد، بل مسعى لفائدة متبادلة. فمصر قوية هي مكسب كبير للعرب، ويمكن للبلدين القويين أن يتيحا للعرب فرصة إصلاح بيتهم الداخلي، اقتصادًا ومجتمعًا وجيشًا وإدارة وسياسة.. فقوة ذاتية بعمودين سعودي ومصري، تجعل بإمكان العرب حجز مقعد لهم بين الأمم المتقدمة.

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!