حتى تنجح معالجتنا لرد عدوان إيران

حتى تنجح معالجتنا لرد عدوان إيران

إيران منذُ ثورتها الخمينيَّة، وهي تستهدف المملكة بانتقادٍ حادٍّ، تحشد فيه كل ما تظن أنَّه مؤثر على مواقف دول العالم من سياسة بلادنا، وهي لم تنجح قط في ذلك، رغم تصعيدها الهجوم علينا وباستمرار، خاصَّة في مواسم الحجِّ، قبلها وبعدها، منذ عام الثورة الخمينيَّة (1979)م، وهي لا تكفُّ عن نقد المملكة بخطابٍ ثوريٍّ يشتعل نارًا، موجهٍ لا للدول الإسلاميَّة وحدها، ولكن لدول العالم أجمع، ولكنَّا لم نجد لهذا الخطاب النقدي الحادّ ما تَصوَّره النظام الإيراني من نتائج، ذلك أنَّه لا يقوم على حقائق، ولا تدعمه الحججُ والبراهين، فينهار ولا شكّ، ولو بذل فيه من الجهد أعظمه لإنجاحه، وما لو صرف عليه من الأموال أعظمها، وما كنا لنتأثر من هذا النقد الذي لا يعتمد على حقائق، فالعالم قبل أن يقرأ، أو يسمع دعاوى لا تقوم على أدلة يقينيَّة ثابتة لا يحكم على الناس بمجرد سرد أقوال لا برهان عليها، ومرَّت السنون والغلو الإيراني في استهداف المملكة يتزايد باستمرار، وتُضاف كل عام على التُّهم الموجهة إلينا تُهم جديدة، ودون أن تحقق التأثير المطلوب، وتتهاوى الدعاوى الظالمة عامًا بعد عام، رغم استمرار الهجوم الحاد على بلادنا، وذلك لأنَّنا كنا في الغالب لا نردُّ على الدعاوى المتهافتة، ونترك للعالم أن يفنِّدها، فيجد أنَّها لا تثبت شيئًا ذا بال علينا، فنربح ويخسرون، وكنَّا نحرص على ألاَّ نستخدم ذات الأسلوب، فنهاجم إيران، بما إذا أمعن عقلاء العالم إليه النظر لم يجدوا أنَّه مقنع، كما تفعل إيران اليوم، ولكنَّا إذا استعملنا نفس أساليبها، وحاولنا الانتصار عليها بحجج واهية، وكفَّرنا الإيرانيين، واعتبرناهم مجوسًا، وأتباع الشيطان، فلا شكَّ أنَّهم سيجدون حججًا لمقارعتنا حجَّة بحجَّة، وتكفيرًا بمثله، فنخسر مواقفنا الثابتة العادلة، ويبدأ الناس النظر في حججنا وحججهم، فإذا وجدوا أنَّنا اتَّحدنا معهم فيما نوجِّه من التُّهم إليهم، وفيما نشنُّ من غارات هجوم غير مبرر، وتساوينا في نفس الأساليب المنتقدة من العالم أجمع، فإنَّنا نعطيهم فرصة لإثبات ما يدَّعون، أمَّا إذا التزمنا بالدفاع عن أنفسنا بما هو حقٌّ لا يتغيَّر وثبتنا عليه دومًا، فبهذا وحده فإنَّنا ولا شكَّ سننتصر في المواجهة، ولنتذكَّر أن المسلمين الأوائل قاتلوا الخوارج بعد أن هزموهم في ميدان الحجّة والبرهان، فسقطت دعاواهم، فضعفت مواجهتهم، لم يكفِّروهم رغم أنَّهم كانوا يُكفِّرون جماعة الحق من المسلمين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم، وعلى رأسهم خليفتهم وإمامهم سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، الذي قال عن الخوارج: إخواتنا بغوا علينا لمَّا سُئل: أَهُم كُفَّار؟ قال لا... إلخ، رغم أنَّهم كفّروه وأساءوا إليه، ولكنه كفَّ النفس عن الانتقام، وبذل ما استطاع ليعيد للمسلمين وحدتهم، ويدفع عن نفسه ما أشاعوه عنه من سوء، وثبت على الحق، وتركهم وما تطاولوا به عليه، فهُزموا شر هزيمة.وعداء الإيرانيين اليوم لنا لن يصدّه تكفيرهم، ولا القول بأنَّهم مجوس، بل سيكشف عوار مواقفهم البعيدة عن الحجَّة والبرهان، فإذا عرف الناس حقيقة مواقفهم المبنية على مغالاتهم في المواقف، بتهمٍ يوجهونها إلينا ليست واقعية ومغلوطة، فهم الذين سيخسرون لا محالة، وستنتصر مواقفنا المبنيَّة على الحق، فلنحسن الأداء في حرب نفسيَّة تشن علينا لنقع في الأخطاء، وليقود ذلك إلى إضعاف مواقفنا تجاه باطل يدعون إليه، فلنترك باطلهم يحرقهم، فهل نفعل؟! هو ما أرجو.. والله ولي التوفيق.

أخبار ذات صلة

«اسحب على الجامعة يا عم»!!
حكاية مسجد في حارتنا..!!
شر البلية ما يُضحك
أطفالنا والشاشات
;
الرد على مزاعم إسلام بحيري في برنامجه إسلام حر
السعودية ومرحلة الشراكة لا التبعية
جلسات علمية عن الخلايا الجذعية
الشقة من حق الزوجة
;
المزارات في المدينة المنوَّرة
خطورة المتعاطف المظلم!
خطورة المتعاطف المظلم!
لماذا يحتاج العالم.. دبلوماسية عامة جديدة؟!
أدب الرحلات.. والمؤلفات
;
كيف نقضي على أساليب خداع الجماهير؟!
المتقاعدون والبنوك!!
د. عبدالوهاب عزام.. إسهامات لا تُنسى
فلسفة الحياة.. توازن الثنائيات