بروبقندا السعودة!
تاريخ النشر: 29 أكتوبر 2016 22:33 KSA
(وصف طلاب الكليات الصحية بجامعة الملك عبدالعزيز (يوم المهنة الطبي الثامن) بأنه مجرد «بـُروبقندا»؛ «أي مجرد دعاية؛ حيث تفاجأوا بأنه لايحمل أية وظائف، وأنه قد تحوَّل إلى مكان لإعلانات الشركات والمستشفيات الداعمة، والمشاركة في المعرض التي حرصت على الترويج لخدماتها ومنتجاتها فقط)!هذا الخبر نشرته (جريدة المدينة) على صدر صفحتها الأولى الأحــد الماضي، وفيه التأكيد على أن معظم ما يُـسَـمّـى بـ (يوم المهنة) الذي تنظمه الجامعات أو الغرف التجارية وغيرها خَـالي الـدّسَــم والفَـاعِـلِـيّــة من مضمونه وهو (توظيف الشباب السعودي)؛ فإما لا وظائفَ حقيقة فيه، أو أنّ عددها محدود وشروطها تعجيزية، والأدهى والأمَــر، والمضحك والمبكي أن بعض مَـن يعرضها على شباب الـوطَــن (وافِــدون)!وهنا الحديث عن بطالة أكثر من (مليون ونصف) من الشباب السعودي، في وَطَــنٍ يحتضن ما يزيد على (9 ملايين وافد)، يستحوذون على (42%) من الوظائف معظمها في القطاع الخاص ،فيه البصمة على عجز وفشل برامج (السّـعْــوَدَة)؛ رغم ما بذل فيها من جهود خلال السنوات الماضية!ولذا ما أراه أن الوصول لمحطة (تَــْوطِـين جَــاد، وصادق للوظائف) يبدأ بالقضاء على ظاهرة (السَّعْـوَدة الوهمية) التي لجأت إليها بعض الشركات؛ لتحقيق مستويات مقبولة في هذا الميدان تَـضْـمنُ لها أمَـاناً من العقوبة، واستمراراً لإفادتها من خدمات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية!فمعظم تلك الوظائف الـصّـورية تذهب لأبناء وبنات أقارب وأصدقاء أصحاب الشركات والمؤسسات ليقبضوا منها مكافآت أو رواتب بلا عَـمَـل؛ وبالتالي فإنّ ما تحقّـق من نِـسَـب السّـعَـوَدة قد تكونُ أرقامه زائفة، فمعدلات البطالة (فِـعْـلياً) في ازدياد!أيضاً لابد من المسارعة - كما ذكرتُ ذات مقال - في إنشاء (بَـنْـك موحد لوظائف القطاع الخاص)، يُـربط بـ (هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة)، وبه تُـسَـجِّـلُ الشركات والمؤسسات الوظائف التي تحتاجها، أو ما لديها من شَــواغِــر، بعدها يَـتِـمْ توجيه الشباب لها بعد تسليحهم بالمؤهلات والدورات اللازمة لطبيعة العمل؛ بالتنسيق مع الجامعات والتدريب المهني، وغيرها من المعاهد والمراكز ذات العلاقة!