بين وزيرين

.. بين وزيرين ..ليس تفضيلاً، أو تفاضلاً ، فكلاهما مقدَّران .لكنه قياس الفعل وردة الفعل في البيئة المحيطة ،ومدى تأثيرها في الصالح العام ..!!«1».. الموقف الأول لوزير الصحة وهو يتفقد أحد المستشفيات، اعترضته امرأة،صاحت حتى التفت، أخبرته بأن معاليه كان يتجول في الأقسام التي أعدوها له سلفاً.. أي أنهم أخذوا الوزيرلما يريدون أن يراه هم وأبعدوه عن الأقسام التي يفترض أن يراها هو.. تلك أقسام الظل والفوضى ودعتْه الى زيارتها .وانحرف الى حيث يجب أن يكون ويشاهد ..!!«2».. الموقف الثاني لوزير التعليم أحمد العيسىزار إحدى المناطق ،كان هناك رجل مُسن يحمل في يديه ملفه وبعض همومه .لاحق الوزير هنا وهناك أخيراً وجده في مناسبة، اقترب منهلكنهم حالوا بينه وبين الوزير، دفعوه الى الوراء ،لا يريدون أن يصل صوته أو يُسمعه شكواه ..!!«3».. في الموقف الأول( بنت أبوها ) استطاعت أن تقتحم الموانع ،ولفتت نظر الوزير إلى المكان الذي يجب أن يعرف حقيقته .!.. أما في الموقف الثاني فإن سواعد سيادة المدير كانت أقوى من جهد وحيلة ذلك المُسن الذي أحسبه انصرف وهو يشكو حظه وضعفه ،وحوائط الصد المنيعة ..!!«4».. أنا أعرف حرص وزرائنا الأفاضل على سماع صوت المواطن، وهم أول من يدرك أن كراسيهم الأثيرة هي لخدمتنا وقضاء حوائجنا ... وأعرف أنهم قد يعرفون أن من دونهم مسؤولين تهمهم كراسيهم وهم قد يفعلون أي شيء حتى لا تنكشف حقيقة أو يفتضح قصور ..!! .«5».. واسمحوا لي وزراءنا الكرام أن أضع بعض هواجسي- كمواطن بسيط - على طاولاتكم الأنيقة ..!!«6».. الهاجس الأولإن الزيارات المعلنة للمناطق تجعل الجدران الصدئة بهية نضرة ،وخلف تلك المساحيق تختفي مآسٍ ،لايريد مسؤولونا أن تروها ..!!«7».. الهاجس الآخر،هو ذلك السباق المحموم قبل كل زيارة ليكون كل شئ ( عال العال ) .وما أخشاه أن يشكل هذا بعض قناعاتكم وتظل مشاكلنا وهمومنا تدور في حلقة مفرغة ،بينما يتمادى أولئك في القصور وإخفاء السوءات ..!!«8».. إن المواطن وحده هو صوت الحقيقة ،لأنه هو من يعيش داخل الرَّحى ،وهو وحده من سيكشف ما في الزوايا أو خلف الجدران .فلا تسمحوا لأحد أن يحول بينكم وبينه أو يدفعه من دونكم ..!!

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!