مفتونون!

* «الأشياء الجيِّدة هي التي تقاوم مدَّة أطول من غيرها».نشرت جريدة المدينة، في عددها (19616)، الصادر يوم الجمعة 1438/4/8هـ، مسوَّدة نظام الجامعات الجديد، وأبرز الملامح والمضامين لهكذا نظام، والمتوقع أن يُصار إلى إقراره في القريب العاجل بعد استيفاء المتطلَّبات لإقرار هذا النظام الذي طال انتظاره، والذي سيحلُّ محلَّ نظام مجلس التعليم العالي والجامعات الصادر قبل 24 سنة، والجاري به العمل إلى الآن. القراءة المتأنيَّة في ملامح ومضامين مسوَّدة نظام الجامعات الجديد، والمكوَّن من 14 فصلاً، و62 مادة تبيِّن لنا أنَّ ثمَّة جهدًا عظيمًا بُذل لصوغ هذا النظام؛ ليكون بمثابة الدليل الإرشادي للجامعات، تستهدي به في بناء اللوائح التنفيذيَّة وتفصيلاتها، ولطالما أنَّ هذه مسوَّدة للنظام، فهذا يعني أنَّ الفرصة سانحة ومتاحة للجامعات لكي تبدي الرأي، وتدفع بالمقترحات التي من شأنها أن تعطي لكلِّ جامعة مساحةً واسعةً، ومرونة تمكِّنها من التميُّز والتفرُّد؛ لكي تتفادى الجامعات استنساخ بعضها البعض الآخر كما هو حاصل الآن، وكم كنا نتمنَّى أن يكون هناك لكلِّ جامعة «مجلس أمناء» يتمتَّع بالشخصيَّة الاعتباريَّة والاستقلاليَّة، يتولَّى وضع الإستراتيجيَّة التعليميَّة في إطار أنظمة الدولة، لكن يبدو أنَّنا مفتونون باللجان، وما تنطوي عليه من مركزيَّة، حيث ورد في مسوَّدة النظام مسمَّى «اللجنة العُليا للتعليم» وهي شبيهة بمجلس التعليم العالي المنحل، وهذا يعني أنَّ الجامعات كافَّة ستكون مرتبطة بهذه اللجنة.. لا يمكن لجامعاتنا أن تنافس وتتبوَّأ المكانة اللائقة، طالما أنَّها كُبِّلت بالإجراءات البيروقراطيَّة. * ضوء: (لا تجادل لكي تعرف الحقيقة).