الترفيه ليس أولوية

الترفيه ليس أولوية
في ظل الأوضاع الاقتصادية التي نعيشها اليوم وما تتطلبه من إجراءات تركز على ترشيد الإنفاق وتنويع مصادر الدخل وغيرها من السياسات والمبادرات الاقتصادية والاجتماعية والتي وردت في رؤية السعودية 2030 وبرنامج التحول 2020، فإننا نجد بعض فئات المجتمع تقف بالمرصاد لما تسعى هيئة الترفيه القيام به في سبيل إسعاد المجتمع عبر فعالياتها وبرامجها بدعوى أن هناك أولويات وأننا في وضع اقتصادي حرج والترفيه من الأمور الثانوية بل يصف البعض الترفيه بأنه مضيعة للوقت وبعضهم الآخر يصفه بأنه ترف ولا حاجة لنا به الآن. مجتمعنا مجتمع شاب وكما أن هؤلاء الشباب في حاجة إلى فرص عمل فهم في المقابل في حاجة إلى الترفيه والذي يسعى اليه البعض اليوم في الإجازات من خلال السفر لخارج المملكة، وقد قدر حجم الإنفاق على الرحلات السياحية من السعودية قرابة 100 مليار ريال سنويًا، وهذا الإنفاق الذي يذهب للخارج اليوم من الأولى أن يبقى في الوطن ولذلك استهدفت رؤية 2030 مضاعفة إنفاق الأسر السعودية على الثقافة والترفيه داخل المملكة من 2.9% إلى 6% وعمدت في هذا الإطار إلى تطوير المواقع السياحية وتيسير إصدار التأشيرات للزوار وتهيئة المواقع التاريخية والتراثية وتطويرها إضافة إلى عقد اتفاقات مع شركات ترفيه عالمية لبحث مجالات الاستثمار داخل المملكة وذلك من خلال إقامة مشروعات ومراكز ترفيهية مختلفة. قطاع الترفيه والسياحة ليس قطاعًا تكميليًا بل هو مطلب اجتماعي واقتصادي مهم، بل إنه ضرورة لإدخال البهجة والسرور والتفاؤل في النفوس واخراجها من روتين العمل اليومي، والمملكة غنية بحضارتها وثقافتها وهذا القطاع من شأنه أن يكون رافدًا مهمًا لفرص العمل لشباب الوطن كما أن من شأنه أن يساهم في إيجاد قنوات جديدة للعوائل السعودية لقضاء وقت ممتع وشيق يتناسب مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا بعيدًا عن المرافق التقليدية الحالية كالمقاهي والمطاعم والأسواق والحدائق العامة فإيجاد الترفيه وتحقيقه لا يتعارض مع الاهتمام بقضايا رئيسة أخرى كإيجاد فرص عمل للشباب بل يتكامل معها وقد يساهم في زيادة فرص العمل من خلال المشروعات التي تستحدث في مجالات الترفيه المختلفة. يجب أن لا نضع العراقيل والعوائق والتحديات أمام هيئة الترفيه بناءً على أحكام مسبقة وأن لا نبادر بتقديم التحليلات وتفسير النوايا فبغض النظرعن مضمون الفعاليات والبرامج التي ستقدمها الهيئة للعوائل في وطننا فسيكون كثير منها أفضل مما قد تجده هذه العوائل في الخارج مما لا يتوافق مع ديننا وتقاليدنا وعاداتنا كما أن تلك البرامج الترفيهية الوطنية ستكون قابلة للتحسين والتطوير مستقبلًا.

أخبار ذات صلة

الأمن و(رجاله)..!
قصَّة غشٍّ في جامعة البترول..!!
استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب
المعهد الوطني لأبحاث الصحة في جامعة المؤسس
;
الهيئة الملكية بينبع ومنجزات خمسين عامًا
أول رئيس جامعة أهلية.. غير سعودي
الحزام.. والنفق المظلم
قلق الوجودية
;
قمة البحرين.. والشعب الأعزل
عندما تُخطئ.. لن تنفعك نواياك الطيبة
أمين كشميري.. الرَّجلُ المهذَّبُ
الأمن.. والفقر.. والفساد..!!
;
السيناتور وغزَّة.. والولد الصَّغير!!
عضوية فلسطين في هيئة الأمم.. أحقية قانونية
الحركة المرورية.. وأهل المدينة!!
الأعرابُ.. وردُّ الجوابِ..!