حياة القصيبي في مناهجنا الدراسية

* (الإدارة موهبة وفَنّ ومهارة)، والقائد الإداري الناجح هو مَن يصنع حوله بيئة صحية للعمل، بمُسَلّمَاتِه وممارساته التطبيقية الفاعلة التي تقود سفينة المؤسسة التي يُبْحِرُ بها نحو شاطئ التفوق والإنتاجية، وفي هذه الإطار إليكم بعض التوصيات من (قَائِدٍ مُلْهَم، صنع تجربة إدارية ثَرية وناجحة في وطننا):

* الإداري الناجح لا يذهبُ إلى عملٍ جديد إلا بعد أن يعرفَ كل ما يتعلق به، ثم عليه أن يفتح المجال لعطاء الآخرين حوله، فسوف يُذهله ما يَراه مِن منجزاتهم.


* اختيار المساعدين الأكفاء نصف المشكلة في الإدارة، أما النصف الآخر فكيفية التعامل معهم، فمما يُضيعُ جُهْدَ ووقت القائِد، محاولته تطبيقَ أفكارٍ جديدة بواسطة رجال يعتنقون أفكاراً قديمة.

* على القائد ألا يتردد في اتخاذ القرارات الضرورية، وأن لا يستحِ أبداً من الاعتراف بجهله، الذي يُدَاويه بعُصَارة عقول الخبراء؛ فالإنسان الذي يعرف نقاط ضعفه، يملكُ فرصةً حقيقية لتحويلها إلى نقاط قوة.


* ضَبْط الدوام ليس معضلة كبرى كما يتصور البعض؛ فوصول الرئيس في الموعد المحدد يضمنُ وصولَ بقية الموظفين في الموعد ذَاتِه، وبقاؤه إلى نهاية وقت الدّوام كَفِيْلٌ ببقاء الجميع.

* (الإداري) لا يستطيع إجبار الآخرين على تنفيذ ما يُريد، ومنعهم عمّا لا يُريد إلا عن طريق ثَلاثة دَوَافِع: الحُبّ والاحترام، ثم الرغبة والثّواب والمكافأة، ثم في نهاية المطاف اللجوء للعقاب أو التلويح به.

* على القائد الإداري أن يختبرَ بنفسه الخِدْمَةَ التي يُقدِّمها الجهاز الذي يُدِيْرُه، ليتأكد من نجاح خططه على أرض الواقع.

* لا يمكن أن يكون القائدُ فَعَّالاً إذا ظلت إنجازاته طَي الكتمان، إذ لابد أن تظهر أمام رؤسائه ومَرْؤوسيه والناس؛ ووسيلة ذلك الإعلام، ولكنه بدون إنجاز حقيقي يبقى الإعلام جَعْجَعَةً لا تلبث أن تهدأ دون أن تَتْرُكَ خلفها طَحْنَاً.

* تلك الإضاءات الرائعة من فنون ومهارات الإدارة ما هي إلا فَيْضٌ من غيض وقَطرٌ من بَحر مما زرعه واقعاً ملموسَاً (معالي الدكتور غازي القصيبي رحمه الله) في المهام كافة التي خَدم فيها وطنه، والتي سجلها في كتابه الأشهر (حَيَاةٌ في الإدارة)، الذي يعتبر بحق جَامعة إدارية ومَعْرفِيّة في مجالِه.

* والرائع اليوم قرار (وزارة التعليم) بإدراج ذلك الكِتَاب القَيّم ضمن «مادة المهارات الإدارية لطلاب التعليم الثانوي» بَدءاً من العام المقبل؛ فبالتأكيد سيفيدُ الطلاب ليس من مضامين الكتاب الإدارية وحسْب؛ بل الأهم من المسيرة الحياتية الفريدة والناجحة لـ(الدكتور القصيبي).

* أخيراً ما أرجوه إِلْزامُ مسؤولي المؤسسات الخدمية بقراءة ذلكم الكِتَاب، والاختبار في مفرداته؛ لعله يقودهم للتميز الإداري الذي تنشده التنمية المستدامَة.

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!