تخصصات بلا مستقبل!
تاريخ النشر: 01 يونيو 2018 01:28 KSA
•• يبدأ خريجو الثانوية بالتسجيل في الجامعات، وفي أثناء هذه المرحلة الانتقالية، يفكرون كثيراً في أمر اختيار مجالاتهم وتخصصاتهم، ومساراتهم التعليمية بناء على هذه الاختيارات. والحيرة سمة أساسية من سمات هذه المرحلة التي تبدو مصيرية لهم، وقد قال غازي القصيبي رحمه الله مرةً، إن « اكتشاف المرء مجاله الحقيقي الذي تؤهله مواهبه الحقيقية لدخوله، يوفر عليه الكثير من خيبة الأمل فيما بعد»!
•• عندما كنت في نفس هذه المرحلة بالتحديد، كان يسألني أحدهم عن التخصص الذي قمت باختياره، فيتفاجأ عندما يعرف أنه من التخصصات الأدبية (الإنسانية)، وبنظرة شفقة يتساءل: «علاماتك ما جابت أحسن؟!»
•• والسؤال، هل هناك أحسن وأقل «حُسناً» في التخصصات بمختلف أنواعها أدبياًّ وعلمياًّ ومهنياً؟.
الحقيقة البديهية هي أن الأفضل للإنسان هو ما يقارب ميوله وقدراته ويشعر تجاهه بالشغف، والقدرة، والجاهزيّة، فيعمل به بحب واستمتاع طيلة حياته.
•• ولو أن أفضل المجتهدين والمتفوقين من شباب الوطن تخصّصّوا جميعاً في الهندسة والطب، كيف ستجد البلد الدبلوماسي المحنّك؟ والأديب النابغة؟ والمعلم المخلص؟ والسينمائي المبدع؟ والمهنيّ المحترف؟
ورغم ذلك، لايزال الكثير من الآباء والأمّهات، في القرن الحادي والعشرين، يمارسون الضغط على أبنائهم فيما يخص تخصصاتهم بطريقة «ما أريكم إلا ما أرى»، والنتيجة هي أن الكثير من الطلاب يقومون بالتحويل من تخصصاتهم بعد قضائهم مدة ليست وجيزة فيها، لاكتشافهم أخيراً بأنهم لا يكنّون أي شغف تجاهها.
•• يقول المخرج والممثل المرشح لـ «الأوسكار» ريتشارد لينكليتر: «إن الضوضاء التي يثيرها الناس حولك عندما تتحدث عن اختيارك للأدب أو الفنون كتخصص، سترتكز على أن الفنون لن تقودك إلى أي شيء. سيريدون منك أن تصبح محامياً أو طبيباً أو مهندساً، على الرغم من أنهم لا يعلمون أي شيء عنها، في المقابل يستمتعون بالكثير من الفنون والكتب والأعمال الأدبية الخالدة ويرفضون أن تتخصص فيها. إنه قمة التناقض»، ويستشهد: «اخترت الإخراج، الذي يناقض ما يقولونه 180 درجة ونجحت. ألا يكفي أنني ترشحت للأوسكار وأظفر بأجر عالٍ ومستمتع بعملي؟»
•• والمقصود أننا يجب أن نتوقف عن تصنيف المهن والمجالات، وندحض الأفكار البالية، التي تنفر شبابنا من مجالات يحبونها وقد يبدعون فيها، ومن فرص منسية قد تصنع لهم مستقبلاً زاخراً، كفرص التعليم المهني والمهن الحرفية، وكلها مهن شريفة، عمل بها أنبياؤنا وأجدادنا، فضلاً عن كونها تدرّ دخلاً مرموقاً.
•• ختاماً، أخي الشاب، ما حك جلدك مثل ظفرك، فاختر تخصصك ومستقبلك بنفسك، ولا تصغِ لرغبات الآخرين أو تقلد زملاءك في اختياراتهم، وإلا فالندم حليفك. وتذكر أن التخصص الوحيد الذي لا مستقبل له، هو التخصص الذي لا يجري حبه في عروق دمك!.
•• عندما كنت في نفس هذه المرحلة بالتحديد، كان يسألني أحدهم عن التخصص الذي قمت باختياره، فيتفاجأ عندما يعرف أنه من التخصصات الأدبية (الإنسانية)، وبنظرة شفقة يتساءل: «علاماتك ما جابت أحسن؟!»
•• والسؤال، هل هناك أحسن وأقل «حُسناً» في التخصصات بمختلف أنواعها أدبياًّ وعلمياًّ ومهنياً؟.
الحقيقة البديهية هي أن الأفضل للإنسان هو ما يقارب ميوله وقدراته ويشعر تجاهه بالشغف، والقدرة، والجاهزيّة، فيعمل به بحب واستمتاع طيلة حياته.
•• ولو أن أفضل المجتهدين والمتفوقين من شباب الوطن تخصّصّوا جميعاً في الهندسة والطب، كيف ستجد البلد الدبلوماسي المحنّك؟ والأديب النابغة؟ والمعلم المخلص؟ والسينمائي المبدع؟ والمهنيّ المحترف؟
ورغم ذلك، لايزال الكثير من الآباء والأمّهات، في القرن الحادي والعشرين، يمارسون الضغط على أبنائهم فيما يخص تخصصاتهم بطريقة «ما أريكم إلا ما أرى»، والنتيجة هي أن الكثير من الطلاب يقومون بالتحويل من تخصصاتهم بعد قضائهم مدة ليست وجيزة فيها، لاكتشافهم أخيراً بأنهم لا يكنّون أي شغف تجاهها.
•• يقول المخرج والممثل المرشح لـ «الأوسكار» ريتشارد لينكليتر: «إن الضوضاء التي يثيرها الناس حولك عندما تتحدث عن اختيارك للأدب أو الفنون كتخصص، سترتكز على أن الفنون لن تقودك إلى أي شيء. سيريدون منك أن تصبح محامياً أو طبيباً أو مهندساً، على الرغم من أنهم لا يعلمون أي شيء عنها، في المقابل يستمتعون بالكثير من الفنون والكتب والأعمال الأدبية الخالدة ويرفضون أن تتخصص فيها. إنه قمة التناقض»، ويستشهد: «اخترت الإخراج، الذي يناقض ما يقولونه 180 درجة ونجحت. ألا يكفي أنني ترشحت للأوسكار وأظفر بأجر عالٍ ومستمتع بعملي؟»
•• والمقصود أننا يجب أن نتوقف عن تصنيف المهن والمجالات، وندحض الأفكار البالية، التي تنفر شبابنا من مجالات يحبونها وقد يبدعون فيها، ومن فرص منسية قد تصنع لهم مستقبلاً زاخراً، كفرص التعليم المهني والمهن الحرفية، وكلها مهن شريفة، عمل بها أنبياؤنا وأجدادنا، فضلاً عن كونها تدرّ دخلاً مرموقاً.
•• ختاماً، أخي الشاب، ما حك جلدك مثل ظفرك، فاختر تخصصك ومستقبلك بنفسك، ولا تصغِ لرغبات الآخرين أو تقلد زملاءك في اختياراتهم، وإلا فالندم حليفك. وتذكر أن التخصص الوحيد الذي لا مستقبل له، هو التخصص الذي لا يجري حبه في عروق دمك!.