الإنسان.. محاولةٌ للفهم!

* يبدو أن الغباء والذكاء الاجتماعي أمران مُكتسبان، فسلوكيات الإنسان وأفكاره تخضع في مُجملها لعوامل بيئية تربوية تعليميةٍ ثقافية، يكتسبها من محيطه وأقرانه وعاداتهم وقيمهم الاجتماعية السائدة، وهو أسيرُ جماعته، يتأثر بالإيحاءات الثقافية التي يتربى عليها، وينصاعُ في الأغلب لتوجّه العقل الجمْعي، وهو بذلك مقيّد بمجتمعه وظروفه، مسجونٌ في أُطره الفكرية، محبوسٌ في بيئته الاجتماعية، لا يتحرّر منها إلا نادرًا.. وتحرّره مشروط بالمعاناة والألـم.

* يفهم الإنسانُ مقصودَ الكلام بحسْب قناعاته ومفاهيمِه ونفسيته ومزاجِه وثقافته ومصالحِه الشخصية، فالشّرح والنقاش مهما طال لا يُفيد في الإفهام إلا قليلا، وفي الغالب، لا يتعلّم الإنسان بالمواجهة بالنقاش أو الجدال ولا يقتنعُ بالحوار، بل قد يزيدُه الجِدال تزمُّتا والحوار تعنُّتا وإصرارًا، أو يُضيف له ضغينةً!! أما الإنسان الذي يظن نفسه «مُحايدًا»، فهو مُـجرد شخصٍ لم تتأثر مصلحتُه الشخصية.


* ينضجُ الإنسان حيـن تُصبح الشُّكوك لديه أكثر من القناعات، والتساؤلات عنده أكثر من الإجابات، ويهتمُّ بالقراءة المُنفتحة والتفكّر والتأمّل في حقيقة أحداث التاريخ، ومعتقداتٍ ومرجعياتٍ ثقافية واجتماعية ودينية، معتبرًا أن المُسلّمات الثابتة معدودة محدودة، وأن غيرها قابلٌ للمراجعة والنقد والتفنيد، والأخذ والرد دون قُدسيّة.

* من الأسهل على الإنسان أن يعيش حظوة «اللقب» ووهْم الإنجاز والمكانةِ الافتراضية، من أن يحقق شيئا له قيمة حقيقية، فالإنسان مدفوعٌ لا شعوريًا لإظهار مَحاسنه بشكلٍ لا يخلو من المُبالغة، والانتقاص من محاسن غيره بشكلٍ لا يخلو من التطرّف والظلم.


* شخصيةُ الإنسان بشكلٍ عام شخصيةٌ مُتناقضة، ومزيجٌ من الخير والشرّ والحكمة والسّفه، والترفّع والتسفّل، فهو يتقمّص شخصية معيّنة بحسْب قوة الإيحاء المُجتمعي ومدى تأثّره بالعدوى النفسية من حوله.

* الإنسانُ بصفاته الفطرية، غير مجبولٍ على التعاطي الصحّي مع توتّر الإيقاع السّريع لحياة العصر الحديث، لذا، تزداد لديه الأمراض النفسية والعضوية والسّلوكية واضطرابات النوم، الناتجة عن ضغط الـمجتمع وضجيجِ الـحياة.

* كلّما كان الإنسانُ أكثر شُهرةً، كان أقلّ حُرية وأكثر ارتباطًا، ومن أسباب سعادة الإنسان وارتياحه النفسي وعلامات ذكائه، التعامل مع دائرة أضيق من الأصدقاءِ والمَعارف توفّر ما يحتاجه من تقديرٍ شخصي، والتواصل مع مجموعةٍ مُختصرة من الناس حول اهتمامات مُشترَكة وبمستويات مُتقاربة من الذكاء الاجتماعي، بعيدًا عن الصّخب والشُّهرة.

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!