بين فرح القصيم.. وألم المدينة!

* زُرتُ العديدَ مِن الدّول الإفريقية؛ وكان ضمن مشاهَداتي أن أغنياءهم لا يَنْسَونَ باستثماراتهم ومساعداتهم المُدنَ أو القُرَى التي تَرجعُ أصولُهم إليها؛ فالمسلمون منهم أقَل ما يتذكرون به مناطقهم إنشاء جمعيات خيرية ومدارس ومساجِد؛ إضافة لرعاية الأيتام والأرامل.

* تلك المشاهد تذكَّرتها عندما قرأتُ بأن ضمن المشروعات التي افتتحها أو وضع لها حجر الأساس (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سلمه الله) خلال زيارته الأسبوع الماضي لمنطقة القصيم، مشروعات تبرَّع بها طائفة من رجال الأعمال في المنطقة، وكان منها: «إنشاء مساجد ومستشفيات جديدة متكاملة، وتطوير أخرى قائمة، وكذا تنفيذ مراكز طبية للرعاية الأولية، وهناك المراكز المتخصصة في غسيل الكِلَى ومرض السّكري وغيرها»؛ وقد تجاوزت تكلفة تلك المشاريع بإحصائية عَجْلَى أكثر من «140 مليون ريال».


* فشكراً من القلب لأبناء القصيم على وفائهم لمنطقتهم وسعيهم لخدمتها، فما قاموا بهم يَبعث على الفخر، ويستدعي كل مشاعر الفرح ويَرفع رَايَاتِه؛ لاسيما ولهم جهود وعطاءات كبيرة سابقة ودائمة في هذا الميدان.

* وهنا صدقوني في الوقت الذي فَرحتُ به جداً بعطاءات رجال الأعمال في القصيم، هَاجمني هَاجِسٌ من الألم، إذ لم ألحظُ شيئاً من تلكم الممارسات والمشروعات التي تقوم على التبرعات، من قِبَل رجال الأعمال، ضمن مُخرَجَات زيارات (سلمان الخير) لـ»حَبِيْبَتِي المدينة المنورة»، والتي تكررت لأربع مرات منذ -توليه حفظه الله- مقاليد الحكم في بلادنا، والتي كانت الأخيرة منها قبل شهر ونصف تقريباً.


* فمِن نافلَة القَول التأكيد على حُبِّ أثرياء المدينة المنورة لها وإخلاصهم في دعمها، فلا مُزايَدة على ذلك؛ ولكن تلك المشاعر النبيلة حقها أن لا تبقى حبيسة القلوب والحروف والكلمات؛ بل لابد أن تُتَرجَم لواقع ملموس، وبَذْلٍ لا محدود، يزرع الخير والتنمية في شرايين مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُساهِم في رعاية وعون أهلها وزوارها الكرام في شتى المجالات؛ فما يُمَيّز (أهل المدينة) ماضياً وحاضراً وبإذن الله مستقبلاً إنسانيتهم وإيَثَارهم وطيبتهم وينابيع كَرمهم التي لا تَجِفّ، والتي تجاوزت الحدود؛ لِتَسكُن قلوب عامة المسلمين.

* فهذا رجاء ودعوة أبعثها لـ»رجال الأعمال في طيبة الطيبة» الذين أثق بهم وأقدرهم لكي يسارعوا ويتسابقوا في إطلاق مشروعات وأوقاف استثمارية في المدينة النبوية؛ فهي تَستَحِقّ وهم يَقدرون؛ فمَن يُطْلِق شَارة البدء؟، فنحن بانتظاره.

أخبار ذات صلة

الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
;
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
الربيعة.. وشفافية الوزارة
;
اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!