قيمة العمل المهدرة

يُعاني المُجتمع من فئة تنظر للوظيفة على أنها مصدر دخل فقط متناسية أنها خدمة قبل أن تكون وظيفة وعلى هذا الأساس الضيّق الأفق يتم التعامل مع المستفيدين الذين يقعون تحت طائلة مزاج الموظف ومدى رضاه عن الشخص الذي أمامه، وهذه الصورة السلبية -للأسف- هي الطاغية في الكثير من أجهزتنا الحكومية التي تفتقد للرقابة الخارجية الصارمة بعد أن مُنحت الرقابة الذاتية «إجازة مفتوحة» مما أدى إلى ارتفاع وتيرة تذمر العملاء الذين يحملون همًا في كيفية التعامل مع موظفي الدائرة التي سيقومون بمراجعتها ناهيكم عن التركيز على الاهتمام بالإنتاجية التي هي الغاية التي تسعى إلى تحقيقها مقرونة بجودة عالية ورضا مستفيد تام، وفي المقابل تجد المجتمع الذي تحكم سلوكيات أفراده ومؤسساته قيمٌ سامية تمارس واقعاً ولا تتوقف عند حد التنظير فاعلاً في محيطه وأنموذجاً يُحتذى به، ولكن الأقنعة التي تُخفي الانفصام في الممارسات السلوكية مُعضلة كبيرة في التعاطي الإيجابي جراء انتهاك متعاطيها للقيم؛ فالمُجتمع عندما كان يحكمه سُلَّم قِيمي يحفظ للجميع حقوقهم، ويعمل كموجّه لسلوك الأفراد وإطار مرجعي يحكم تصرفاتهم لم يكن في حاجة للولوج في متاهات الإجابة على الكثير من التساؤلات التي أضحت تتنامى جراء اختلال هذا السُّلم.

هذه الحقيقة المؤلمة لا تُغطى بغربال؛ لارتباطها ارتباطاً وثيقاً بولائنا لوطننا؛ فالعطاء له يبدأ من العمل الجاد وبناؤه ينطلق من الإخلاص فيه؛ لذا فإن بعض النماذج السلبية التي تتحكم في تعاملات الناس اليومية لا تمت عضوياً للقيم -كوسيلة ضبط للمُجتمع- بأيّة صلة، بينما يجب أن يكون التوازن ضرورة حتمية للحفاظ على الأسس التي يقوم عليها أي مجتمع في إطار مرجعياته الشرعية وسُلَّمه القيمي وعاداته وتقاليده الإيجابية المتوارثة التي تُشكِّل مكانته وتضمن له شخصيته وكينونته المستقلة؛ فبدلاً من كونها واجباً يفرضه الالتزام الديني والمهني نجد أن العكس هو المُسيطر، ويرجع هذا للقصور الذي يعتري المفاهيم الوظيفية ويقفز عليها المرجفون في الممارسة، وهذا الخلل المفصلي في بيئاتنا الوظيفية انعكس سلباً على تباطؤ الحراك الإيجابي للعمل المهني؛ الأمر الذي يتطلب تدخلاً مزدوجاً يرتبط الأول بالمراكز البحثية المُتخصصة لمعرفة دوافعها والكشف عن مُسبباتها ويكمن الثاني في تفعيل الجهات الرقابية الخارجية والداخلية بهدف ضبط هذا العبث الذي يُمارس في حق الوطن جرّاء سلوكيات بعض الموظفين الُمعطلِّين لعجلة تنميته وخدمة مواطنيه.

أخبار ذات صلة

الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
;
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
الربيعة.. وشفافية الوزارة
;
اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!