الغذاء والدواء.. «قبل أو بعد» 2/2

نكمل موضوعنا عن ما يشمل تأثير تفاعل الدواء مع الطعام، وتأثير الجهاز الهضمي على الدواء.

معلوم أن الأدوية التي يتم تناولها عبر الفم، يتم امتصاصها بالدرجة الأولى في الأمعاء، لأنها هي المكان المتخصص في القيام بعملية امتصاص الغذاء أو غيره، إلا أن هناك حالات يتم فيها إنتاج أدوية بهيئة تسهل امتصاصها في الفم أو المعدة، ومعلوم أيضاً أن إتمام عملية امتصاص الدواء، يتطلب أن يذوب القرص أو الكبسولة، في البيئة السائلة للمعدة والأمعاء، وهو ما يتم بفعل الماء الذي نشربه عند بلع الدواء، وبفعل الإفرازات السائلة للعاب والمعدة والأمعاء. ولذا فإن شرب الماء بوفرة مع الدواء ليس لتسهيل بلعه فحسب، بل أيضاً لتسهيل ذوبانه وامتصاصه. ويمكن لمكونات الغذاء الارتباط مع الدواء وفق آليات فيزيائية كيميائية، وبالتالي يغدو من غير الممكن، أو الصعب على الأمعاء امتصاص أي من الغذاء أو الدواء.. وكمثال، ترتبط مجموعة المضاد الحيوي التيتراسيكلين، بالكالسيوم أو بالحديد أو المغنيسيوم أو الزنك، ما يؤدي إلى عسر امتصاصها عبر الأمعاء، ولذا ينصح من يتناول ذلك المضاد الحيوي بأن لا يتناول معه مشتقات الألبان. أما ثبات تركيبة الدواء وحينما تصل حبة الدواء إلى المعدة، ذات البيئة السائلة، يتم بدء عملية ذوبان الدواء ضمن مزيج سائل المعدة، وتتحكم صناعتنا للدواء في آلية وسرعة ذوبان حبوبه. ومعلوم أننا كلما وفرنا للمريض دواء يؤخذ مرة واحدة، أو مرتين مثلاً، في اليوم، فهو أفضل، من أربع أو ست مرات، لجهة التزامه بتناول الدواء. كما أن توفير دواء يؤخذ مرة أو مرتين في اليوم، يؤمن المحافظة على مستوى ثابت، بشكل نسبي أفضل، للدواء في دم الإنسان. وهو ما يجعل مفعوله العلاجي يغطي أطول فترات ممكنة من ساعات اليوم الواحد. ومن جانب ثالث ، قد تكون الغاية من إبطاء عملية تحرر الدواء من عبوته، أي الحبة أو الكبسولة، هي حماية المعدة من التأثير السلبي المباشر لوجود ذلك الدواء فيها، وحماية الدواء أيضا من التأثيرات السلبية لإفرازات المعدة عليه. ولذا نسمع عن أدوية ذات نوعيات مطورة تدعى « بطيئة التحرر»، تؤخذ مرة في اليوم. كما أننا نسمع عن أدوية مغلفة بمادة يصعب ذوبانها في المعدة، ولا تتحلل إلا حينما تصل حبة الدواء إلى الأمعاء. وختاماً لا نقول إلا كما قال الله عز وجل : «وقل ربي زدني علماً وألحقني بالصالحين» . الآية . ونصيحة للجميع «ليس كل ما يفيد لا يضر».

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»