أمي هي جمال الحياة

في شهر المرأة العالمي وفي يوم الأم يحتفي العالم كله بالنساء ودورهن في كل المجتمعات، ولكن هل المرأة ينحصر دورها في شهر أو يوم؟

لم أجد في حياتي من احتفي بها في يومك ياست الحبايب إلا أن أتذكر بعضًا من مواقفك لأهديها لروحك التي أستشعر وجودها كلما ضاقت بي الدنيا بما رحبت فتخفف عني آلامي ومواجعي وظلم الناس وقهرهم وأذاهم فأتذكر دعواتك فتكون بمثابة البلسم الشافي.


أنت سبب وجودي في هذه الحياة وأنت الحضن الدافىء الذي حرمت منه، اليوم تلقيت مقطعًا مؤثرًا للفنان السوري دريد لحام يتحدث فيه عن مشاعر الطفل في أحشاء أمه وهو يستمع للحوارات التي تدور خارج الرحم، نعم رحم الأم هو الأمان كله والاطمئنان والسعادة وراحة البال.

أمي كلمة اشتقت إليها كثيرًا، كان صمتك الرهيب يخفي كثيرًا من أوجاعك فلا أتذكر أنكِ يومًا نمتِ على فراشك في مرضك، وكنت تغالبين كل الظروف من أجل بقائك قوية وصامدة. حتى كلماتك الأخيرة معي مازالت عالقة في ذاكرتي، من أجمل كلماتك وأنت تشعرين بسكرات الموت وأنا لا أعلم وتسكتينني بقولك -ليس على الله كثير- وأنت تبتسمين. ما أطيب روحك التي فاضت لباريها وهي تردد الفاتحة والمعوذات مع ماء زمزم وهي مشتاقة لما هو خير وأبقى. تعلمت من كلماتك بأن الإنسان لا يخشى من الموت إن كان محبًا لربه مقبلاً عليه، تعلمت منك حب العطاء لغيرك وإنكار ذاتك وعدم المنة على أحد، طبت وطابت روحك حبيبتي، كنتِ في نظري وما زلتِ المرأة الأنيقة الجميلة المنظمة في كل شؤون حياتها، التي علمت نفسها في كتب أولادها ولم تتوقف يومًا عن طلب العلم وحب القرآن والسنة، كنت المرأة التي تتفنن في إسعاد من حولها وتنتقي لنا أجمل وألذ الأطعمة والحلويات، بل تختار بعناية فائقة كل الهدايا التي تقدمها لنا في كل مناسبة.


من مثلك يا أماه كابدت الألم والمعاناة وحدك ولم تخبري أحدًا بما تعانين خوفًا علينا وعلى قلوبنا من أن تنشغل عليك وجعلتِنا نوجه اهتمامنا كله لأبينا وأنت معنا، أي امرأة أنت بين النساء أنكرت ذاتها وحقها من أجل من حولها. هنيئًا لك ولروحك الطاهرة التي تنام بسلام في بقيع الغرقد ورحمات ربي عليك ودعوات زوجك وأولادك تحيط بك وأنت بجوار من تحبين. لا زلت أسمع صدى صوتك عندما تقولين لي هيا بنا نذهب للصلاة في مسجد الحبيب.

أماه.. أعلم يقينًا أن روحك تستشعر ما نحن فيه من ألم فراقك ولكن هناك إيمان عميق يربط بيننا وان دارًا أخرى باقية ستجمعنا معًا من جديد، رضاك عنا ودعواتك لنا نستنير بها في ظلمات الليالي الحالكة..

اللهم بلِّغ أمي عنا كل ما يرضيها عنا في دار الحق وارفع درجاتها في عليين وأرها منازلها في الجنة واجمعنا بها في مستقر رحمتك.

كوني في حفظ الله ورعايته يا ست الحبايب وعين الله ترعاك.

أخبار ذات صلة

الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
;
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
الربيعة.. وشفافية الوزارة
;
اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!