الحرب يشعلها الجهلاء ويكتوي بنارها العقلاء

أيَّام قليلة تفصلنا عن عيد الفطر.. وقد مرَّت أيَّام الشهر المبارك سريعة.. وهكذا الحال مع أيَّام الفرح والسرور وما فيها من مناسبات لم شمل العائلة وتوطيد روابط الصداقة والمودة مع الصحب والأصدقاء وقد جمعتهم لقاءات متعددة إلى موائد الإفطار والسحور، وأداء الصلوات جماعة في المساجد، صلاتي الفجر والعشاء خاصة، ومن بعدهما صلاة التراويح لما في أدائهما في بيوت الله من راحة نفسيَّة.. كيف لا! وقد منحتنا صلاة التراويح فرصة ختم القرآن الكريم سماعاً بمتابعة الإمام وهو يرتِّل آيات الذكر الحكيم في الصلاة ويختمها بدعاء القنوت.. ولمن شقَّت عليه صلاة التراويح في المسجد، وأدَّاها في المنزل فقد وفرت قناتا القرآن الكريم والسنّة النبويَّة السعوديَّتان نقلهما مباشرة من الحرمين الشريفين لتمكين المسلمين حيثما كانوا في أرض الله الواسعة من متابعة مَن أكرمهم الله وهم يؤدُّون صلواتهم في الحرمين الشريفين.

لم يعكِّر صفو أيام هذا الشهر المبارك إلَّا مواصلة الضالين عن طريق الصواب من الصفويين الفرس وعملائهم في اليمن من الحوثيين إطلاقهم الصواريخ باتجاه مكّة المكرمة.. وهو عمل إن دلَّ على شيء فانما يدل على ضلالهم وتنكرهم لما للحرمين الشريفين من قدسية ومكانة في قلوب المؤمنين في أرجاء المعمورة كافة. رافق ذلك سياسة (حافة الهاوية) التي تنتهجها طهران في علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية بصدد تداعيات الاتفاق النووي والعقوبات المفروضة عليها، وتهديدات إيران بقفل مضيق هرمز إذا ما حيل بينها وبين تصدير بترولها إلى الخارج.. وقد استبقت ذلك بدفع أعوانها بأعمال تخريبية في موانئ دولة الإمارات العربية المتحدة. أعمال تدلُّ على فقدان ملالي طهران رشدهم وصوابهم في إدارة الأزمات، الأمر الذي تسبب في نفاد صبر مواطنيهم على سياسة حكّامهم التي تسببت في ارتفاع نسبة البطالة، عدا عن تداعيات سعي الملالي تصدير الثورة الخمينية لدول الجوار عن طريق ميليشيات يمدونها بالمال والعتاد لإشاعة الفوضى وخلخلة الأمن في بلدان كانت تربطهم بايران قبل الخميني روابط تاريخ مشترك وحسن الجوار.. كلَّ ذلك أشاع جوًا من القلق والترقُّب في المشرق العربي، وخوفًا مما قد تسفر عنه الأسابيع القادمة من مواجهات.. وما إذا كانت شرارة حرب عالمية ثالثة ستنطلق من الخليج لا يعلم إلّاَ الله كيف ستؤول.. وكم ستدمر وتقتل من المسلمين.. ولأن الحروب على مدى التاريخ يشعل نارها الجهلاء ويكتوي بها العقلاء لا يسعنا إلَّا الدعاء بأن يلطف الله بعباده، ويحفظ بلداننا في حفظه الكريم.

أخبار ذات صلة

إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!
;
أمير الشرقية يلتقي الكُتّاب
فيضٌ عاطر من صيد الخاطر
رصـــــــاص
متى تتوفَّر مصادر التمويل؟!
;
إسرائيل: كلب مجنون بدون أسنان
عسير.. أيقونة المصايف وعروس السياحة
الذهب الوردي السائل في المملكة
شارع سلطانة!!