صلاحية الدواء هباء

ما جعل قلمي يكتب هذه السطور ما قرأته في هذه الجريدة صباح يوم الأحد 13 شوال بعنوان جاء نصه: «الغذاء والدواء: أكثر من 8 آلاف بلاغ عن أعراض جانبية للأدوية».. المصيبة الكبرى حسب الجريدة أن من بين 8 آلاف بلاغ 7356 جاء من الصيدليات.

خبر غريب، فالمريض مفروض عليه طبيًا وصحيًا وعالميًا أن يخبر طبيبه عن الأعراض الجانبية لأدويته التي وصفها له طبيبه وليس الصيدلي.. في كل الأنظمة والقوانين العالمية الصيدلي يعاقب في حالة وصفه دواء لأي مريض مهما تعددت الأسباب والحجج.


نعود لموضوع الخبر حيث أكد تقرير طبي حديث أن تاريخ انتهاء صلاحية الدواء كما هو مدون على العلب لا يعني أن هذا الدواء غير قابل للاستعمال بعد ذلك التاريخ وأشار تقرير متخصص نشرته مجلة الاتحاد الطبي الأمريكي «جاما» أن بعض الأدوية يمكن أن تحتفظ بصلاحيتها للاستخدام لمدة 40 سنة بغض النظر عن تاريخ انتهاء الصلاحية.. وقالت الدراسة التي أعدها المركز الطبي في هارفرد، بأن تواريخ الصنع وانتهاء الصلاحية هي متطلبات كانت فرضتها هيئة الغذاء والدواء الحكومية عام 1979 لضمان التزام صانع الدواء بألا يفقد العقار أيًا من خواصه العلاجية خلال هذه الفترة.

وكشف المدير السابق للفحص في هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن فكرة انتهاء الصلاحية هي مسألة تسويقية محضة ولا علاقة لها بصلاحية الاستخدام، لأنها تستهدف أساسًا تجديد المعروض من الدواء على الأرفف كل فترة من الزمن لأن بقاءه معروضًا لمدة 10 سنوات يتعارض مع المصالح التجارية.. فمعظم ما هو معروف عن تواريخ انتهاء صلاحية الأدوية يأتي من دراسة أجرتها هيئة الغذاء والدواء بناء على طلب من الجيش مع وجود مخزون كبير ومكلف من الأدوية، حيث واجه الجيش التخلص من الأدوية المنتهية صلاحيتها والاستعاضة عنها بأدوية جديدة كل بضع سنوات.. ما وجدوه من الدراسة هو أن ٩٠٪ من أكثر من ١٠٠ دواء كانت جيدة تمامًا للاستخدام حتى بعد ١٥ عامًا من تاريخ انتهاء الصلاحية.. لذا فإن تاريخ انتهاء الصلاحية لا يدل على أن الدواء غير آمن للاستخدام.. وتذكر السلطات الطبية أنه إذا كان الدواء منتهي الصلاحية مأمونًا، حتى تلك الأدوية التي انتهت صلاحيتها منذ سنوات، استثناء نادر لهذا قد يكون التتراسيكلين tetracycline.. الكثير من الفعالية الأصلية لا تزال حتى بعد عشر سنوات من تاريخ انتهاء الصلاحية باستثناء الأنسولين فإن معظم الأدوية تكون طويلة الأمد..


إن وضع الدواء في مكان بارد، كالثلاجة، سيساعد الدواء أن يبقى فعالا لسنوات عديدة، وتاريخ انتهاء الصلاحية هو ليس إلا حيلة تسويقية من قبل الشركات المصنعة للأدوية حتى يجعلوك تستمر في تجديد صيدلية دوائك الخاصة وملء جيوبهم بالمال.. في المرة القادمة التي قد تواجه فيها معضلة تاريخ انتهاء صلاحية الأدوية، خذ في الحسبان ما تعلمته هنا، وإذا كان لديك أي أسئلة حول سلامة أو فعالية أي دواء، اسأل طبيبك الذي وصف لك الدواء فهو المسؤول والمصدر المهم والوحيد عن أدويتك لا غيره.

أخبار ذات صلة

«اسحب على الجامعة يا عم»!!
حكاية مسجد في حارتنا..!!
شر البلية ما يُضحك
أطفالنا والشاشات
;
الرد على مزاعم إسلام بحيري في برنامجه إسلام حر
السعودية ومرحلة الشراكة لا التبعية
جلسات علمية عن الخلايا الجذعية
الشقة من حق الزوجة
;
المزارات في المدينة المنوَّرة
خطورة المتعاطف المظلم!
خطورة المتعاطف المظلم!
لماذا يحتاج العالم.. دبلوماسية عامة جديدة؟!
أدب الرحلات.. والمؤلفات
;
كيف نقضي على أساليب خداع الجماهير؟!
المتقاعدون والبنوك!!
د. عبدالوهاب عزام.. إسهامات لا تُنسى
فلسفة الحياة.. توازن الثنائيات