«إن لم تكن معي....»..!!

.. «إن لم تكن معي فأنت ضدي»..

مبدأ أحمق يحمل كل معاني الذات المنغلقة والأنانية المفرطة، مثل هذا المبدأ يصدر ثقافة الكراهية، ويعزز لنظرية المؤامرة داخل الشعوب والمجتمعات.


*****

.. مبدأ يصادر حرية الرأي، ويصادر حرية اتخاذ المواقف..!!


*****

.. ويحارب هذا المبدأ كل أشكال الحيادية والعفو والتسامح، ويؤدي إلى «تأزيم» الكيانات وخلق إشكاليات دائمة لها باعتباره طاردًا بشعًا للتعايش السلمي وقبول الآخر..!!

*****

.. في حين أن الرشد يحكم العقل في الموقف من العلاقة بالآخر.. فلا أفرض على أحد معاداة من أعادي، ولا ألزمه بصداقة من أريد.. فـ(الموافقة ليست دليل محبة والاختلاف ليس دليل عداوة)...!!

*****

.. ورغم أن من أدبياتنا العربية: «الاختلاف لا يفسد للود قضية».. إلا أننا نجد أن أكثر المتفلسفين بحرية الرأي هم أكثر الناس محاربة له، وأكثر مقاربة من «إن لم تكن معي فأنت ضدي»..!!

*****

.. وتابعوا كل ما يتم من تجاذبات سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في ساحات الأحداث العامة.. لا تجد قبولاً للرأي الآخر ولا حتى للطرف الآخر.. ووصل الأمر إلى درجة الاقصاء في الدين والوطنية.. فالمتشددون يصنفون الآخر بالعلمانيين والليبراليين.. والمزايدون على الوطنيات يشككون حتى في الانتماءات..!!

*****

.. ومبدأ «إن لم تكن معي..» قديم من أيام قابيل وهابيل.. عندما قتل أحدهما الآخر بسبب أن قربانه لم يكن مرفوضًا مثله.. ووجد هذا المبدأ المتحجر مناخات ملائمة -مع الأسف- في نفوس وثقافات ممتدة عبر حقب التاريخ البشري..!!

*****

.. وحاليًا لو تأملنا ما يحدث في العراق ولبنان وغيرها من البلدان العربية نجد أن الصراعات وتصفية الحسابات قائمة على هذا المبدأ الخسيس الذي تشربناه وشربناه في العالم العربي حتى الثمالة...!!

*****

.. والعالم ككل مرشح لأزمات خانقة وصادمة بسبب «إن لم تكن معي فأنت ضدي».. لأنه يقود إلى المزيد من الانقسامات والصراعات..!!

*****

.. لكن إن كان هناك من شيء مفرح فهي النهايات الماسأوية لمن يقود مثل هكذا مبدأ.. وعلى رأي النقاد حدث هذا مع جورج بوش ومع النازية الألمانية ومع الناصرية العربية...!!

*****

.. بقي أن أقول: علينا في داخلنا مجتمعيًا أن نتجاوز هذا المبدأ في مواقفنا من قضايانا ومشكلاتنا.. حتى نتصالح مع أنفسنا ومع الآخر...!!

أخبار ذات صلة

مواردنا المائية.. وحتمية الإدارة المستدامة
السلع المقلدة.. خطر داهم يُهدد سلامتنا
فريقك!!
هيكل التمويل والنجاح
;
كُن واضحاً في ظهورك
داكــــــا
عندما شعرتُ أنَّني Homless..!!
مِن أفكارِ «فرويد»
;
الشباب.. عند مفترق الطرق
مرضى غيَّروا مجرى التاريخ!
قاتل الخلايا وكاتم الأنفاس.. ليس مجرمًا!!
النقل.. وإكمال الطرق!
;
شوارع من دون (حُفر).!
يا أمان العالم من جينات يهود!!
معالي الوزير يستمع لنا
برامج العُلا.. تتحدَّى الوقت