أكاديمية العقلا... ورؤية 2030م

* خِلال مسِيْرِتِي العَمَلِيّة والإعلامية تَعَامَلْتُ مع العديد من المسؤولين أصحاب المعالي والسعادة في المؤسسات الخَدميّة، وقرأتُ الكثير عنهم، ومعظم أولئك عند تعيينهم يُقدمون الوعود تتلوها أخرى، وكلها يتبخر مع مضي السنوات، فلا يبقى لهم من أثر إلا خسارة المؤسسات لملايين الريالات في (تجديدهم وتأثيثهم لمكاتبهم، وفي خططهم الوهمية)!

* ولكن كانت هناك محطة استثنائية عايشتها بطلها معالي الدكتور محمد بن علي العِقْلا مدير الجامعة الإسلامية الأسبق، الذي كَسَّـر تلك القاعدة؛ إذا كان مِـن أوائل خطواته في منصبه (التّخلي عن مكتبه الواسع)؛ ليَذهب إلى مكتب صغير بسيط؛ منه رَسَم ونَفّذ على أرض الواقع تجربة فريدة وناجحة؛ نقل بها الجامعة إلى فضاء رَحِب من التميز داخلياً وخارجياً.


* فخلال ست سنوات فقط كان افتتاح كلياتٍ علمية في تخصصات الهندسة والحاسب الآلي والعلوم؛ أفاد منها أبناء طيبة الطيبة وقبلهم طلاب المنح من أبناء المسلمين، وكان في الطريق أخرى كالطب والصيدلة واللغات والترجمة، وغيرها، أيضاً كان هناك التوسع في برامج التعليم الموازي في الدراسات العليا في مختلف التخصصات.

* وفي ذاك العهد الزاهِـر، ومن ذاك المكتب المتواضع أُطْلِقَ برنامجٌ ثقافي أعاد لـ»المدينة النبوية» وهَجها المعرفي، وكان من أهدافه غَرس حُبَّ الدّين والوطن، وترسيخ مفاهيم وحدة الصّـف والالتفاف حول قيادتنا الحكيمة، والتأكيد على وسطية الإسلام، وكذا سعى ذلك البرنامج إلى نشر الثقافة، وتعزيز التواصل بين المواطن والمسؤول.


* ذلك البرنامج -الذي كان حَديث الصباح والمساء في وسائل الإعلام- استقطب كبار المسؤولين ومنهم: خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله -عندما كان أميراً لمنطقة الرياض-، والأمير نايف رحمه الله، والأمير خالد الفيصل، ووزراء المالية والتربية والتخطيط والصحة، وغيرهم كثير، كما اعتلى منبره كبار العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء من داخل المملكة وخارجها.

* ومن مكتب (العقلا الصغير) في مساحته الكبير في عطائه نُسِجَت أيضاً خطة التطور العمراني الجبار للجامعة، وكان القضاء على الجمود الوظيفي لمنسوبيها، والتكريم الدائم لمتقاعديها؛ ليكسب محبة جميع الموظفين، أما الطلاب الذين يمثلون أكثر من (160 جنسية) فكان قريباً منهم؛ ليشتهر بينهم بلقب (أَبُوْنَا)!

* أخيراً الدكتور محمد العقلا صَادَقَـتْ على تميزه ومحبته مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام عندما منحته جائزتها لخدمة المجتمع، كما أن أهلها الطيبين وفي سابقة وفاء أقاموا له حفل توديع مهيب؛ وهنا ولأنَّ بلادنا الغالية بقيادة سلمان الحزم، وولي عهده الأمين محمد العزم تسابق الزمن نحو التنمية المستدامة التي بَـشَّـرَت بها رؤية 2030م كم أتمنى استثمار (القدرات والإمكانات الإدارية للدكتور العقلا)؛ فهو بمثابة أكاديمية وطنية وإدارية؛ حَقُّ الوطن أن يُفِيد منها.

أخبار ذات صلة

أمير الشرقية يلتقي الكُتّاب
الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
;
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
;
الربيعة.. وشفافية الوزارة
اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
;
نظرية الفاشلين!!
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن