الشمس والقمر
تاريخ النشر: 03 يونيو 2020 01:09 KSA
كانت تراه القمر الذي يضيء ليلها.. والشمس التي تدفئ بردها..
ابتسامته عندها فرحة قلبها.. وكلماته درر تبهج سمعها..
عاش في وسط الحب والدلال مع أمه.. فهو ابنها الوحيد..
تتغنى به مع صاحباتها وجيرانها وأقاربها..
تفوّق في دراسته.. وبعناية منها امتاز بأناقته..
عندما يقبل على الآخرين مبتسماً ومسلِّماً..
كأنه صوت يترنم محبة وصفاءً.. فلا يُعرف عنه التجهم أو الازدراء، أو الاحتقار أو التكبر أو التزلف..
في كل الأحوال.. شخصية واحدة لا تتغير..
خطبت له ابنة الجيران التي كان يعرفها.. وتم الفرح في تهنئة جميع الحارات.. فهو معروف ومحبوب..
انتقلت معه إلى بيته الجديد.. بعيداً عن أمه التي كان يزورها كل يوم.. ثم أصبح كل يومين.. حتى أصبحت زياراته لها كل أسبوع..
بحبها له كانت تتجاهل الخوض ولا تعاتب ولا تسأل عن تأخره.. ودائماً تلتمس له الأعذار بعمله أو مسؤولياته.. تتمنى أن ترى حفيديها كثيراً..
ولم تجرؤ على الطلب.. وإنما بالتمني والأسلوب الهادئ.. تقول له أوحشوني أولادك..
لا تذهب إليه في بيته إلا إذا دعيت في مناسبة..
وعلاقتها مع زوجته طبيعية ولا شكوى من هنا، ولا تذمر من هناك...
قلب المحب يحتاج إلى قوة الصبر..
كانت تدعو له في الغيب بدموع تنهمر من مآقيها..
تسأل الله له الستر والعافية..
عندما يحضر لها هدية تفرح بها كالطفلة التي تفرح بلقاء ثدي أمها..
تنظر إليه لتعرف من قسمات وجهه حاله، هل هو سعيد أو مريض أو مهموم..
أتاها شاكياً.. وللمرة الأولى مهموماً.. بخلاف مع زوجته..
فاستنكرت منه.. وقالت يا بنى.. إن الهم الذي عندك هو كفارة لك وزيادة في حسناتك.. اصبر صبر المجاهدين.. فإن الشهيد يموت مرة واحدة.. أما الرجل الصابر على بيته فهو في جهاد مستمر ينتصر ويفوز بصبره وعنايته..
يا بني.. أنصحك بأن تكسب والدة زوجتك فهي تعينك أكثر مني..
عددت له مآثر زوجته وطيبتها وصبرها وأولادها..
خرج وقد زال غمه وهمه.. وأصبح كل يوم يزورها.. ويقول لها إن الزاد منك زاد تقوى وكلماتك تفتح أمامي الآفاق لأحيا سعيداً..
أنتِ قمري وشمسي.. أنت لي الضياء الذي أعيش به وسط ظلمات الحياة.. والمصباح الباقي في ذاكرتي..
تسأله كل مرة يكون عندها هل استأذنت قبل المجيء.. فيضحك ويقول.. لا أحد يعرف أني هنا كل يوم..
قالت.. عليك بزيارة حماتك فهي أيضا أمك.. ما يبقى إلا الجميل يا ولدي..
ماتت راضيه عنه داعية الله له..
وعاش يندم على كل لحظة تقصير منه تجاهها..
زوجته حزنت عليها كثيراً.. قال لها لقد رأيتك حزينة بقدر حزني على أمي..
قالت له.. حزنت لحزنك لأنك ستفتقد من كانت تدعو لك..
سأدعو لها وادعي أنت لها... لنكون من الأوابين المغفورين..
ابتسامته عندها فرحة قلبها.. وكلماته درر تبهج سمعها..
عاش في وسط الحب والدلال مع أمه.. فهو ابنها الوحيد..
تتغنى به مع صاحباتها وجيرانها وأقاربها..
تفوّق في دراسته.. وبعناية منها امتاز بأناقته..
عندما يقبل على الآخرين مبتسماً ومسلِّماً..
كأنه صوت يترنم محبة وصفاءً.. فلا يُعرف عنه التجهم أو الازدراء، أو الاحتقار أو التكبر أو التزلف..
في كل الأحوال.. شخصية واحدة لا تتغير..
خطبت له ابنة الجيران التي كان يعرفها.. وتم الفرح في تهنئة جميع الحارات.. فهو معروف ومحبوب..
انتقلت معه إلى بيته الجديد.. بعيداً عن أمه التي كان يزورها كل يوم.. ثم أصبح كل يومين.. حتى أصبحت زياراته لها كل أسبوع..
بحبها له كانت تتجاهل الخوض ولا تعاتب ولا تسأل عن تأخره.. ودائماً تلتمس له الأعذار بعمله أو مسؤولياته.. تتمنى أن ترى حفيديها كثيراً..
ولم تجرؤ على الطلب.. وإنما بالتمني والأسلوب الهادئ.. تقول له أوحشوني أولادك..
لا تذهب إليه في بيته إلا إذا دعيت في مناسبة..
وعلاقتها مع زوجته طبيعية ولا شكوى من هنا، ولا تذمر من هناك...
قلب المحب يحتاج إلى قوة الصبر..
كانت تدعو له في الغيب بدموع تنهمر من مآقيها..
تسأل الله له الستر والعافية..
عندما يحضر لها هدية تفرح بها كالطفلة التي تفرح بلقاء ثدي أمها..
تنظر إليه لتعرف من قسمات وجهه حاله، هل هو سعيد أو مريض أو مهموم..
أتاها شاكياً.. وللمرة الأولى مهموماً.. بخلاف مع زوجته..
فاستنكرت منه.. وقالت يا بنى.. إن الهم الذي عندك هو كفارة لك وزيادة في حسناتك.. اصبر صبر المجاهدين.. فإن الشهيد يموت مرة واحدة.. أما الرجل الصابر على بيته فهو في جهاد مستمر ينتصر ويفوز بصبره وعنايته..
يا بني.. أنصحك بأن تكسب والدة زوجتك فهي تعينك أكثر مني..
عددت له مآثر زوجته وطيبتها وصبرها وأولادها..
خرج وقد زال غمه وهمه.. وأصبح كل يوم يزورها.. ويقول لها إن الزاد منك زاد تقوى وكلماتك تفتح أمامي الآفاق لأحيا سعيداً..
أنتِ قمري وشمسي.. أنت لي الضياء الذي أعيش به وسط ظلمات الحياة.. والمصباح الباقي في ذاكرتي..
تسأله كل مرة يكون عندها هل استأذنت قبل المجيء.. فيضحك ويقول.. لا أحد يعرف أني هنا كل يوم..
قالت.. عليك بزيارة حماتك فهي أيضا أمك.. ما يبقى إلا الجميل يا ولدي..
ماتت راضيه عنه داعية الله له..
وعاش يندم على كل لحظة تقصير منه تجاهها..
زوجته حزنت عليها كثيراً.. قال لها لقد رأيتك حزينة بقدر حزني على أمي..
قالت له.. حزنت لحزنك لأنك ستفتقد من كانت تدعو لك..
سأدعو لها وادعي أنت لها... لنكون من الأوابين المغفورين..