رصيد المواطن: حافظوا عليه

ما الشيء الوحيد الذي يكون له القدرة أن يوفر لك البقاء بعد الله سبحانه وتعالى بسيولة حياتية (على غرار سيولة نقدية) ورصيد مستقبلي للحياة؟ انه من تعيش فوق أرضه وتستظل تحت سمائه وتنعم من الله بعطائه وتشعر بالأمن فيه، ان وطننا ليس له مثيل في الدنيا كلها، ففيه بيت الله ومسجد رسول الله صَل الله عليه وسلم.. انه الوطن الذي تتكون حباته وذراته ونسماته على تنوعها وامتدادها وتعدد قبائلها وتباين أهل مدنها وتباعد مناطقها من هوية التوحيد التي ترسم على الخارطة حدود الوحدة وقمة التعاضد التي ألف منها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه «المملكة العربية السعودية» والتي تتجدد لها الذكرى كل عام وتلهج قلوبنا قبل الألسنة بالشكر ان من الله علينا بها لتضم حجازًا ونجدًا فنحن الحجاز (مكة المكرمة، المدينة المنورة) ونحن نجد (الرياض، القصيم، حائل) ونحن الشمال لنا حد (الحدود الشمالية، الجوف) ونحن الجنوب لنا حد (الباحة، ابها، جازان، نجران) ونحن الشرقية لنا حد وتبوك كذلك في الشمال الغربي لنا حد..

تلك حدودنا ومناطقنا الكل فيها يرفل ويسعد بالأمن والأمان ورغد العيش والحياة الطيبة فالوطن رصيد المواطن الذي ورثناه وأمننا عليه من سبقونا من الاباء والأجداد فلنحافظ عليه فلا نشوه وجهه بين شعوب العالم بالجهل والتخلف والعنصرية والطائفية وتأليب القلوب وشحن النفوس.. ولنمنحه الفرصة أن يكون وطنًا ربانيًا تقدميًا يجمع بين طاعة الله والقيام بعبادته وبين الأخذ بأسباب الحياة المادية والنواحي العلمية وليكن كل فرد على ثغرة من الثغرات حبًا ودفاعًا عن رصيده فلا يبعثر معطياته ويتهاون بإنجازاته وهو بحاجة الى رجاله ونسائه ومواطنيه ومسؤوليه من كل مناطقه ومحافظاته الى أن يعلو بهم بنيانه ويتحقق بهم المزيد من عطاءاته فالوطن اليوم في قمة عطاء أيامه في «2020» ويرمي الى أن يصل الى «2030» برؤيته الجديدة والثاقبة وروحه الشابة والواثقة بإذن الله ليصبح من أوائل دول التقدم العلمي في انجازاته وتقنياته وسياساته وسياحاته وان يكون الأول في انسانياته وأخلاقياته من خلال تقفي واتباع أخلاق وانسانيات سيد المرسلين سيدنا محمد صَل الله عليه وسلم ولنعمل سويًا على زيادة الرصيد ولنتعاضد على استثماره وليصله البر (كسر الباء) وأداء حق الواجب نحوه من روح حجازية ونفوس نجدية وعيون جنوبية ووجوه شمالية وقلوب شرقية ونسمات غربية فلا اعتبار أبدًا لمن يريد أن يميز بيننا بعنصرية أو طائفية أو قبلية أو حضرية أو تفرقة طبقية فالكل له الوطن رصيد ومن له رصيد فليهنأ ببهجة الوطن وليس هناك ورث أغلى من رصيد الوطن فاللهم احفظ لنا ما أعطيتنا واحفظ بحفظك ولي أمرنا والقائم على أمر وطننا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين واجزي عنا كل من له فضل علينا وأخص بالذكر منهم رجال الحد الجنوبي وأبطال الحد الصحي وأرحم اللهم ابائنا وأمهاتنا وأجدادنا من كان لهم فضل علينا في تعميق حب الوطن في قلوبنا وكل من كان له فضل في بنية ولحمة وتأسيس هذا الوطن الكبير مع الملك المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!