هديتي نقداً.. هههه!!

قال لي أحد أصدقائي الميسورين تعال معي لنختار «حذاء»، وحين وصلنا إلى المتجر المشهور بالغلاء، وقفت قبل الدخول لأنصحه بالذهاب إلى متجر آخر، إلا أن صديقي أصرَّ على الشراء منه لأنه مقتنع تماماً وجداً بجودة بضاعته، وفشلت بالفعل في إقناعه بالعدول عن رغبته، وكانت بالفعل فرصتي الثمينة في مشاهدة عشاق الماركات أولئك الذين (لا) يهمهم (لا) الجودة و(لا) يحزنون، وإن كل هَمِّهم هو أن يشاهد الناس ماركة الحذاء ولون الحذاء وشكل الحذاء، وكأن الناس (لا) همَّ لهم سوى مشاهدة حذاء صديقي المفتون بالماركات، ولأن التجربة كانت محزنة جداً بالنسبة لي ومفرحة أيضاً، حيث قرر صديقي الكريم والشهم مكافأتي ليهديني حذاءً مثل حذائه، إلا إنني رفضت هديته وبقوة وحين أصر على أن أقبلها قلت له: (لا بأس) إذن، بشرط أن تسلمني قيمته نقداً وتترك لي حرية الاختيار بين أن أشتري أو لا أشتري، وقبل كعادته بكرم وحب، وهو يضحك ساخراً مني أن يدفع لي قيمة الحذاء نقداً!.

وحين انصرفنا وغادرته إلى البيت قررت أن أذهب إلى متجر آخر لأشتري حذاء مختلفاً وبثمن (لا) يتجاوز الـ»200» ريال ومن ثم وفرت أكثر من «5» أضعاف الثمن، وكلي يبتسم لثقتي في أن الزمن اختلف وأن الآخر مشغول بما هو أهم من المظهر وأن الحياة لم تعد كما كانت على الأقل بالنسبة لي، والسبب هو أن كل أهدافي تغيرت وأن همي الأول هو أن أكون «الأب» الذي يحقق لأسرته حياة أفضل ومستقبلاً يحملهم إلى ما هو أكبر من المظهر الذي بات حكايات أسماء وصور فارغة وبعيدة عن المنطق!!.


(خاتمة الهمزة).. حين تكون الماركة والصورة هي الهاجس الأول والهم الأول تكون النهايات بالتأكيد مفجعة ومؤلمة أكثر مما يتوقع المهووسون بالأسماء والماركات.. وهي خاتمي ودمتم.

أخبار ذات صلة

عودة مادة (الخط)!
توقعات الطلاب حول الرواتب..!!
خطراتٌ حول مَهْزلةِ الوقْت
المملكة.. عطاء وهندسة أداء
;
أنيس منصور.. عاشوا في حياتي
بيئات التعليم الجاذبة ورحلة مثيرة للتفكير والتعلم
من الستين إلى التسعين
أغسطس.. وأبناؤنا الطلاب!
;
دجاج ٦٥!!
الصورة الأصيلة
الجمال.. لا لغة له
(أهلاوي وزملكاوي)
;
الكاتب المكروه!!
من حكايات المـاضي
الحاج.. والمعتمر.. ونحن...!
#العمل_عند_نفسي..!