عصر الحروب بلا سلاح مدمر

معلوم أن بلداننا خاصة ما نال حظه من الاستعمار البغيض من قبل الغرب الذي ينكر كل حقوق الشعوب المستعمرة ويسيء معاملة الشعوب الواقعة تحت احتلاله، والذي له تاريخ أسود من المظالم، يعلمه كل من عاش أيامه، واذا فتحت سجلاته فاح منها روح المظالم، فلما تم الاستقلال ظل الغرب يفرض من وسائله أقبحها لإتاحة الفرصة له أن يظل لون من الاستعمار باقياً رغم الاعلان، من تبعية اقتصادية، وربط هذه الدول المستقلة بالدول المستعمرة بحيث لا يمكنها أن تعيش إلا عبر مساعدة هذه الدول، وفرض على هذه الدول الإعلام الموجَّه اليها من دول الاستعمار الغربي القديم ومؤيديه، والذي يبث لها بلغتها ما يجعل شعوبها تكره حكمها الوطني وتتمنى العودة الى الاستعمار، فإذا تحدث أحد عن ذلك حاولوا إطلاق أبواق إعلامهم الموجه يصفه بأسوأ الأوصاف حتى يكرهه أبناء شعبه، ويصورون أن العدل لا يتحقق أبداً إلا عبر ما يدعون اليه من اتباع قيم الغرب، لذا نجد الهجوم مستمراً على قيم الحضارة العربية والحضارة الإسلامية وتشويهها، حتى يتولد لها عداء من الشباب والذين لم يتأهلوا للحياة بعد، لهذا تجد في أبواق الغرب عبر ما أنشئ من اذاعات أو أصدر من مطبوعات بلغتنا العربية، وهكذا تصبح هناك حرب مضادة وشديدة لكل محاولة لاستعادة قيم حضارتنا العربية والاسلامية، والعداء الواضح عبر كل وسائل إعلام الدعاية الغربية للتشكيك في أحكام الإسلام وقيمه، وإطلاق ألسنة الجهلة من أتباعه عبر وسائل الإعلام الغربي خاصة منها الاذاعات الموجهة والناطقة بالعربية حتى أن من يتابع مثلاً اذاعة الحرية العائدة لدولة الولايات المتحدة الأمريكية، يجد أن برنامجها المعروض للعرب منذ بداية الإرسال الى نهايته منغمس في تشويه حياتنا وقيمنا وديننا.