مواطن على هامش الحياة!

* رأيتهُ ظهراً قبل يومين، كان يحاول عبور أحد الطرق في (المدينة المنورة)، بينما كانت الشّمس تقصفُ رأسه بنيرانها، والرمضاء تستمتعُ بالتهام قدميه الحافيتين، أما ذلك الثوبُ المتسخ فيسعى مجتهداً ووحيداً لستر جسده الهزيل الذي أنهكته ضربات وأوجاع السنيْن، حاولتُ التواصل معه، لكنه هرول بعيداً، متمتماً بكلمات غير مفهومة!!

* توقفتُ عند ذلك المشهد الحزين، أوقفْتُ مركبتي، حاولتُ التماسك لكن دموعي -كعادتها، سامحها الله- أغرقت وجهي، بينما تزايدت نبضات قلبي مُردّدة الآهات تتلوها أخرى ألماً، وشعوراً بالذّنب عن حال ذلك الرجل، وأمْثالِهُ ممن يَجُوبون الطرقات، ويسكنون الأرصفِـة في أوضاع وهيئات يُرثى لها!.


* أولئك الطّيبون مرضى على هامش الحياة يعيشون، وفي دروبها تائهون، وهم ربما فقدوا الأهل الذين بهم يقومون، أو أنّ أهاليهم وأقرباءهم قد ماتت الإنسانية في قلوبهم، فتركوهم يواجهون مصيراً مظلماً، هُم فيه وراء لقمة بائسة وقطرة ماء يلهثون!

* وبالتالي فحضانتهم تبقى واجبة على المجتمع ومؤسساته الحكومية والمدنية ذات العلاقة، فعليها أن تقوم برسالتها تجاههم واقعاً، وفي أرض الميدان؛ وهذه دعوة لإطلاق أو تفعيل أدوار جمعيات خيرية بهم تهتم، ومن أجل حياة كريمة لهم تعمل وتضمن، ولهم توفر المأوى والعلاج؛ فربما كانت معاناتهم سببها أمراض نفسية عَرَضية زاد منها الإهمال؛ فمتى يحظى أولئك الغلابا بالرّعاية والعناية؟، فما أخشَاه أن تكون تلك الكلمات الغامضة التي نطقها ذلك الرجل تُحمّلنا مسئولية ما حدث ويحدث له وأمثاله من وجع؛ فيعاقبنا الله جرَّاء ذلك،


فهلّا بادرنا بنجدتهم!!.

أخبار ذات صلة

إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!
;
أمير الشرقية يلتقي الكُتّاب
فيضٌ عاطر من صيد الخاطر
رصـــــــاص
متى تتوفَّر مصادر التمويل؟!
;
إسرائيل: كلب مجنون بدون أسنان
عسير.. أيقونة المصايف وعروس السياحة
الذهب الوردي السائل في المملكة
شارع سلطانة!!