رمضان.. يذكّرني به

في شهر رمضان المبارك كان لمعالي السيد أحمد زكي يماني وزير البترول الأسبق عادات سنوية جميلة يمارسها بحرص شديد، حيث كان يوزع إقامته في هذا الشهر المبارك على ثلاث مدن من مدن المملكة تعبيرًا عن تعلقه بوطنه الغالي بالشكل التالي:

العشرة الأولى من أيام رمضان يقضيها في مدينة جدة يستقبل فيها بين صلاتي المغرب والعشاء أصدقاءه المثقفين في مجلسه في داره العامر، يفطر معهم ثم يتبادلوا الأحاديث التي تتركز على تاريخ الإسلام في رمضان وفضل رمضان بصيام أيامه وقيام لياليه، ثم يصلون معه صلاة العشاء والتراويح وينصرفون.


في العشرة الثانية من أيام رمضان كان يعتكف ويتفرغ للصلاة والعبادة والدعاء في مكة المكرمة.

وفي العشرة الأخيرة كان ينتقل إلى مدينة الرسول عليه السلام لأداء الصلوات في المسجد النبوي الشريف، ولا يغادرها إلا بعد عيد الفطر المبارك.


وكان لي شرف حضور مجلسه اليومي الموقر في العشرة الأولى من رمضان المبارك لأستمع إلى رواياته التاريخية وذكرياته وأجوبته عن أسئلة رواد مجلسه الثري بالعلم والمعرفة.

لقد اعتاد المسلمون على تبادل التهاني بقدوم شهر رمضان في كل سنة بدعاء قصير جدًا ينتهي بعبارة «كل عام وأنت بخير».

أما معالي السيد أحمد زكي يماني -رحمه الله- فقد اعتاد على تهنئة أصدقائه المثقفين مقرونة بمعالجة فكرية تنويرية عن قضية من القضايا العامة كانت تنال اهتمامهم، وكان لي شرف جمعها وتحليلها ونشرها في كتاب آمل أن يصدر خلال هذا الشهر المبارك.

تعودت على رؤيته وحضور مجلسه في الأيام الأولى من كل رمضان لأستفيد من ثقافته العالية وعلمه الغزير، وأسعد برؤية وجهه المشرق بالنور.

دخل عليّ شهر رمضان لهذا العام بعد أن رحل إلى دار الحق، أشعر فيه بحزن عميق لفراقه، وأدعو الله أن يشمله برحمته ويسكنه جنات الفردوس مع الأنبياء والصالحين، وأن يلهم أبناءه وذويه الصبر والسلوان، و»إنا لله وإنا إليه راجعون».

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»