كتاب

السعودية 2030 وعمان 2040

عندما كنت مبتعثًا للدراسة كنت ألقى بعضًا من الطلاب المبتعثين من عمان، وكنا سويًا كنسيج واحد وطباع واحدة، لدرجة أن البعض من الجنسيات الأخرى لا يميزوا فروقًا بيننا، فالعمانيون كشعب شعب عربي أصيل تربطه بنا كشعب سعودي أواصر وعلاقات قديمة ووطيدة، لذلك ليس من المستغرب أن يختار السلطان هيثم طارق سلطان عمان المملكة العربية السعودية كأول محطة في جدول زياراته الخارجية الرسمية، مما يؤكد عمقًا تاريخيًا بين البلدين مبني على وشائج أخوية وأواصر الجيرة، وبينهما وحدة مصير مشترك تجمعهما روابط دينية وعربية وخليجية، ويعمل البلدان وفق رؤى اقتصادية، رؤية المملكة 2030، ورؤية السلطنة 2040، مما يعزز العلاقات الاقتصادية بينهما على نحو من الاستراتيجية والتعاون المشترك في مجال التجارة والاستفادة من الفرص الاستثمارية عبر مبادرات تنموية ونوعية للاقتصاد السعودي العماني.

والزيارة الكريمة لسلطان عمان للمملكة هي عهد جديد من الشراكات مع السعودية في النواحي التجارية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة والسلطنة في العام 2020 نحو 3.36 مليار دولار، فيما بلغت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى سلطنة عمان 1.16 مليار دولار، ولاشك أن هذه الزيارة الميمونة ستثمر المزيد من التعاون في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية بالإضافة للنواحي الاقتصادية، وذلك من خلال تأسيس مجلس موحد هو مجلس التنسيق السعودي العماني الذي سوف يضع أسسًا للرؤية المشتركة بين البلدين سيجني ثمارها الشعبين السعودي والعماني ولعل ملامح هذه الثمار تظهر اليوم في المشروع العملاق الذي تعمل الدولتان على استكماله وهو مشروع المنفذ البري الذي يربط بين البلدين وهو بالإضافة إلى أنه يسهم بعد افتتاحه بإذن الله في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين سيكون منفذًا لحركة البضائع السعودية مرورًا بطرق السلطنة البرية ليتم تصديرها إلى العالم عبر موانئها مما سيزيد من حجم التبادل التجاري على المستوى العالمي وستستفيد الدولتان من هذا الترابط الاقتصادي، ولاشك أن الشعبين السعودي والعماني يباركان للقيادتين هذه الخطوة التلاحمية والزيارة الأخوية، فما عرف عن العمانيين والسعوديين إلا حسن الجوار وصدق المودة وصفاء النية، فهما كيان واحد وقلب واحد.. حفظ الله المملكة والسلطنة قيادتهما وشعبهما وأنار طريق مستقبلهما بكل خير.

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!