كتاب

الحركيون والأقدام الأفغانية السوداء!

تذكرت الحركيين الجزائريين الذين تعاملوا قديمًا مع الجيش الفرنسي، فور أن أعلنت واشنطن أن إدارة الرئيس جو بايدن ستبدأ في نقل عشرات الآلاف من المترجمين الأفغان وغيرهم ممن عملوا مع القوات الأمريكية خلال الحرب! في الحالة الجزائرية وحتى الآن، يعتبر الجزائريون كل من ساعد جيش الاحتلال الفرنسي «خونة»، وهي الكلمة التي وردت على ألسنة قادة الجزائر طوال تاريخها بعد الاستقلال، فيما يعتبرهم الفرنسيون «أبطالا» حسبما أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم أن احتفى بتكريم 26 من الجزائريين الذين يعرفون باسم الحركيين، بل ومنح ستة منهم رتبة «فارس» في جوقة الشرف للدولة الفرنسية.

العجيب في الحالة الجزائرية أن اسم «الحركي» كان في البداية يطلق على كل منتسب للحركة الوطنية التي أسسها مصالي الحاج بعد الحرب العالمية الثانية والتي انبثق عنها جبهة التحرير الوطني، ثم تغير الحال ونظرًا لمعارضة الحركة فيما بعد لجبهة التحرير الوطني بات اسم الحركي يطلق على كل الذين عارضوا جبهة التحرير الوطني.


لقد خدم 150 ألف حركي في صفوف القوات الفرنسية، وبعد انتهاء الحرب جردوا من أسلحتهم وتُرك القسم الأكبر منهم في الجزائر في مواجهة مصيرهم.. ثم استقبلت فرنسا بعد توقيع وقف الحرب مع الحكومة الجزائرية المؤقتة نحو 60 ألف عنصر من «الحركيين»، ووضعوا في مراكز إيواء، وظروف وصفت بأنها غير ملائمة.. وقد بلغ عددهم وأسرهم حاليًا في فرنسا نحو نصف مليون شخص.

الآن، ومع اقتراب إتمام رحيل القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، عن أفغانستان، تواجه إدارة بايدن ضغوطًا متزايدة من النواب والمحاربين القدامى وغيرهم لإجلاء آلاف الأفغان الذين عملوا كمترجمين أو الذين ساعدوا في العمليات العسكرية الأمريكية هناك في العقدين الماضيين.. ويقول النائب الجمهوري، بيتر ميجير، «لدينا التزام أخلاقي بحماية حلفائنا الشجعان الذين يعرضون حياتهم للخطر من أجلنا، ونحن نعمل منذ شهور لإشراك الإدارة والعمل على وضع خطة».. وبالفعل ووفقًا لقناة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، نظرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في 2035 طلبا للقدوم إلى الولايات المتحدة من أفغانستان منذ بداية العام، لكن هناك أكثر من 15 ألف طلب آخر، لم يتم البت بشأنهم حتى الآن.. ويخشى الكثير من الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الأمريكية خلال العقود الماضية من الانسحاب الأمريكي المرتقب من بلادهم وتداعياته على حياتهم في ظل توقعات بسيطرة حركة «طالبان» على المزيد من الأراضي خلال الفترة المقبلة.


لقد أطلقت تسمية «الأقدام السوداء» نسبة إلى لون أحذية الجنود الفرنسيين الذين دخلوا الجزائر للمرة الأولى عام 1830، والتي كانت سوداء، فما الذي ستطلقه طالبان على المتعاملين الأفغان مع الجيش الأمريكي، إن هي أمسكت بزمام الأمور في أفغانستان؟ وهل هناك هوان أكثر من هكذا هوان؟!

أخبار ذات صلة

«اسحب على الجامعة يا عم»!!
حكاية مسجد في حارتنا..!!
شر البلية ما يُضحك
أطفالنا والشاشات
;
الرد على مزاعم إسلام بحيري في برنامجه إسلام حر
السعودية ومرحلة الشراكة لا التبعية
جلسات علمية عن الخلايا الجذعية
الشقة من حق الزوجة
;
المزارات في المدينة المنوَّرة
خطورة المتعاطف المظلم!
خطورة المتعاطف المظلم!
لماذا يحتاج العالم.. دبلوماسية عامة جديدة؟!
أدب الرحلات.. والمؤلفات
;
كيف نقضي على أساليب خداع الجماهير؟!
المتقاعدون والبنوك!!
د. عبدالوهاب عزام.. إسهامات لا تُنسى
فلسفة الحياة.. توازن الثنائيات