كتاب

شاحنة الحد الجنوبي

في زيارتي للقصيم، وباستضافة كريمة من الغرفة التجارية الصناعية بعنيزة حيث «موسم عنيزة للتمور ٤٢»، وقفت أحدق في شاحنة كبيرة من التمور مكتوب عليها «إهداء إلى أبطال الحد الجنوبي».

تأملت هذه المبادرة الكريمة من أهالي عنيزة، ركزت نظري على هذه الشاحنة الكبيرة، الممتلئة بأطيب أنواع التمور، وهي تستعد للتحرك نحو الحد الجنوبي، تأملتها رمزًا نبيلاً للمشاركة، رمزاً للمحبة والتكامل، وتقديراً ضمنياً للدور الذي يقوم به أبطالنا هناك.


تلك الشاحنة ليست هدية احتياج، فالدولة رعاها الله، تكفلت بأبطالنا دعماً وعطاءً، لا نظير له، لكنها بعد تكافلي، ومناصرة حقيقية عن بعد.

إنها مشاركة وطنية تحمل النخلة رمزاً للوقوف والشموخ، وكأنها تعيد لذاكرتي قول شاعرنا جاسم الصحيح:


لنا الشجرُ الذي يمتدُّ صبراً

إلى الرمق الأخير من الحفيف

تَعبتم؟ تسأل الكلمات.. قلنا:

متى تعب (النخيل) من الوقوف؟

تلك النخلة، رمز الصمود، تحمل خيراتها لأبطالنا هناك، عبر صورة رمزية، بدت لي أكبر من شاحنة، وأكثر من هدية.. وقفت صامتة، ليقيني أن الصمت في هذا الموقف أولى من الكلام.

معظم الوقت، وأنا أحدق في شاحنة التمور، وأستلهم البعد النفسي لمثل هذا الموقف.. أصدقكم القول، إن الشاحنة الرمز أشغلتني عن التمور وأنواعها، وعن تنظيم السوق، والعربات الذكية التي نظمت البيع بمسارات منتظمة، ومعامل تحليل التأكد من عدم وجود بقايا المبيدات في التمور.

في المقابل، تحدثت مع المسؤولين عن التمور وأنواعها، وكيف عالجوا نقص العمالة في فترة الكورونا، وكيف شجع أصحاب النخيل شبابنا على العمل.

أفاد القائمون على موسم عنيزة للتمور أنهم نظموا دورة «النخالون الجدد»، وهي دورة متخصصة في تدريب الشباب على مهام التعامل مع النخيل بمراحله الست: «التسميد والتكريب والتشييف والتلقيح والتعديل والخراف». وتم تخصيص ستة برامج تقام على مدى ستة أسابيع، يختص كل أسبوع بمهمة واحدة، أملاً أن يكون لدينا العدد الكافي للتعامل مع النخيل، مشيرين إلى أن العوائد المادية التي يجنيها المتعاملون مع التمور جيدة، وأنها قد شجعت الشباب المشاركين في الدورة الحالية ليكون لهم مصدر رزق

هذا الداء اللعين (المدعو كورونا) علمنا الكثير، وخلق لنا فرصاً جديدة للعمل.. ولعل هذا من لطف الله بنا مع هذا الوباء العالمي.

أخبار ذات صلة

الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
;
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
الربيعة.. وشفافية الوزارة
;
اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!